وكأن الارتفاعات أبت إلا أن تمضى دون أن تترك علامتها على جميع السلع حتى تلك المتوافرة بكثرة في الاسواق.. وزيوت السيارات واحدة من تلك السلع التي طالتها يد الارتفاع غير المبرر حتى أن المتعاملين في أسواق زيوت السيارات أبدوا استغرابهم الشديد إزاء الارتفاعات في ظل استقرار أسعار البترول ولا يجدون تعبيرا لذلك سواء المضاربات المفتعلة، التي أفرزت سوقًا سوداء وتسببت في تراجع المعروض من الزيوت.. أو أن سبب الارتفاع قد لا يخرج عن كونه مجرد شائعات تروج للارتفاع. في السطور التالية نتعرف على هذه القضية التي بدأت تطفو على سطح الأحداث في الأسواق غالب خالد “عامل بنشر” قال إن ارتفاع الاسعار شمل جميع أنواع الزيوت بما يقارب 3 إلى 5 ريالات في العلبة، حيث كان سعر علبة زيت الشل ب 12 ريالًا قبل 3 أشهر الآن ارتفع إلى 15 ريالًا ونوع آخر كان ب 10 ريالات الآن ارتفع إلى 13 ريالًا. أما خالد حسين “بائع بمركز توزيع” قال: الأسعار ارتفعت من قبل شهر رمضان في جميع أنواع الزيوت بنوعية زيوت محركات وزيوت تشحيم في أغلب الشركات، حيث هناك نوع من الزيوت كان سعر الكرتون فيه ب 180 الآن ارتفع إلى 185 ريالا، والسبب في ذلك هو قلة الاستيراد الذي تسبب في تراجع المعروض، ولكن المشكلة الكبرى أن أصحاب البناشر استغلوا ذلك الارتفاع الطفيف الذي يعادل 5 ريالات في الكرتون بارتفاع 5 ريالات في العلبة. أما عزيز يافع “بائع بأحد محلات توزيع” الزيوت أبدى استغرابه من وضع الأسعار وتذبذباتها خصوصا خلال الثلاثة أشهر الحالية. وقال: لا نعرف ما السبب هناك شركات أسعارها مستقرة وهناك شركات أخرى أسعارها مرتفعة وأخرى بدأت تأخذ في الانخفاض مع العلم أن المادة الخام واحدة وسعر البترول لا يوحي بذلك الارتفاع مما جعلني في حيرة. وأضاف: شركة شل كان سعر كرتون الزيت منها ب 230 الآن انخفض إلى 225 ريالا وهناك العكس في شركات أخرى، حيث كان سعر الكرتون في “كاسترول ب260 والان ارتفع إلى 280 وزيت “تويوتا” ارتفاع الى 255 للكرتون بعد أن كان ب240. من جانبه وصف بشير علوان مدير علاقات العملاء في شركة شل الارتفاعات الحاصلة حاليا في الزيوت أنها جاءت غير مبرر وبطريقة غير سليمة ولأن الأسعار في استقرار مع استقرار أسعار البترول عند 110 آلاف ريال للطن وهناك وفرة في المعروض، حيث الإنتاج المستمر بشكل سليم دون معوقات مما جعلني أقول أن ذلك الارتفاع هو مضاربات وشائعات تخطط لارتفاع لا أساس له، مما يجعل المستهلك هو الضحية، وربما أن ذلك الارتفاع جاء مسبقا من قبل التجار المضاربين ،حيث إن هناك توقعات تروج إلى ارتفاع اسعار النفط قريبا، مما جعلهم يستغلون الوضع بالارتفاع مقدما. وقال: إن سعر الكرتون للشل عبوة لترا وبداخله 24حبة يقدر ب 284 ريالا أي أن سعر الحبة لا يتجاوز 12 ريالا، بالإضافة إلى أن سعر الكرتون مع الجملة بالتخفيضات يساوي 220 ريالا أي ما يعادل أقل من عشر ريالات للحبة، ومع ذلك يباع في البناشر ب 15 ريالًا للحبة أي أن مكسبهم في سعر الكرتون قد يعادل 120 ريالا أي أنه مكسب على غير أساس أو حجة مثبتة فلا يمكن توصيفه إلا بالجشع. وأرجع المستهلك عبدالجواد الصافي هذا الجشع إلى ضعف الرقابة من قبل الجهات المسؤولة، حيث الغش في العبوات المقلدة، التي تباع بأسعار مقاربة للأصلي وكذلك الاستغلال من قبل البناشر بالربح الكبير وكأنهم جهة مسؤولة مخولة بتحديد الأسعار لصالهم، مما جعل المستهلك هو الذي يدفع ثم ذلك التلاعب.