أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي يوسف، الأحد 29-3-2009، أن الرئيس السوداني عمر البشير وصل إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية، وبذلك حسم الكثير من التكهنات التي ثارت حول مشاركته في القمة وسيناريوهات سفره في ظل مذكرة اعتقال دولية صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. وخلال الساعات الماضية، ثارت في الدوحة شتى أنواع التكهنات حول البشير سواء بشأن حضوره الى الدوحة أو سبيل حضوره. وأجمع مراقبون على أن أي تدخل جوي لاعتقال البشير في طريقه من السودان الى الدوحة يفترض أن يتم في الأجواء الدولية فوق البحر الاحمر، وذلك ضمن هامش زمني لا يتعدى 12 دقيقة. وأشارت تكهنات أخرى الى أن البشير قد يأتي الى الدوحة بصحبة رئيس عربي آخر أو على متن طائرة ترسل اليه في تكتم. إلا أن عدة دبلوماسيين عرب أعربوا عن شكوك حيال حضوره، لاسيما لجهة "الإحراج" الذي سيتسبب به ذلك لقطر الدولة المضيفة. وفي هذا السياق، قال دبلوماسي عربي إن "الرئيس السوداني لن يأتي الى الدوحة لانه سيُحرج قطر"، وقد يواجه إمكانية اعتقاله في الطريق. ومن جانبه، قال مندوب السودان لدى الجامعة العربية عبدالمنعم مبروك في الدوحة في وقت سابق "السودان سيشارك في القمة على أعلى المستويات. الرئيس البشير سيشارك إن شاء الله". من جهته، أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن بلاده كررت الدعوة للبشير لحضور القمة، الا ان "القرار يعود له"، مشيراً الى تعرض قطر "لضغوطات من بعض الدول" لعدم استقبال البشير. والبشير ملاحق بموجب مذكرة توقيف دولية صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية على خلفية النزاع في دارفور، الا ان قطر لم تصادق على معاهدة روما التي أسست المحكمة وبالتالي ليست ملزمة بتوقيف البشير. وكان مدعي عام المحكمة الارجنتيني لويس اوكامبو اكد انه "ليس هناك حصانة لعمر البشير.. يمكن ان يتم توقيفه ما إن يصبح في الاجواء الدولية". وسبق لعلماء السودان أن أصدروا فتوى حذروا البشير فيها من السفر الى القمة العربية لعدم الوقوع في فخ محتمل. وتحدى البشير مذكرة التوقيف الدولية بحقه 3 مرات في غضون أيام قليلة بسفره الى اريتريا ثم الى مصر وليبيا. وبحسب دبلوماسي عربي آخر، "سعى البشير من خلال سفره الى هذه البلدان الى التأكيد أنه حر الحركة وهو الذي يقرر حضوره أو عدم حضوره الى الدوحة"، مع العلم أن سفره الى قطر يتضمن السفر في أجواء دولية. والبشير يريد من دون شك حضوره أن يحظى بأكبر دعم ممكن من نظرائه العرب الذي سيصدرون في نهاية قمة الدوحة بياناً خاصاً بالسودان، بحسب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. ورفع وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا اجتماعاً تحضيرياً للقمة السبت، الى القادة مشروع قرار ينص على طلب إلغاء الاجراءات الدولية بحق البشير، الا أنهم لم يتفقوا حول اقتراح يتعلق بعقد قمة خاصة للتضامن مع السودان في الخرطوم.