بدأ الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم /الأربعاء/، اضرابا عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم السيئة. وأكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، على ضرورة العمل على مستوى الأطر والمؤسسات الدولية، والأشقاء العرب لتفعيل القضية بشكل متواصل، وتقديم مزيد من الدعم لها. وشدد الشيخ عزام، على أن قضية الأسرى أساسية بالنسبة للفلسطينيين، وتمثل لديه مكانة تليق بهؤلاء الأبطال، مشيراً إلى إحياء شعبنا في هذا الشهر يوم الأسرى، على الرغم أننا شنبقى مقصرين بحقهم مهما فعلنا. وأوضح، أن كافة الفصائل بدأت فعالياتها منذ بداية هذا الشهر تأكيداً للوقوف جميعاً مع الأسرى وعوائلهم، وتأكيداً على أن قضية الأسرى حية في سلم الأولويات. وتحدث الشيخ عزام عن وجود تقصير من قبل الجميع في قضية الأسرى، حاثاً على ضرورة أن تبذل جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات المعنية جهداً أكبر للتضامن والدفاع عن الأسرى. وأشار، إلى أن الانقسام الداخلي والمشاحنات والتوترات في العلاقات الفلسطينية الداخلية انعكست سلباً على قضية الأسرى، في الوقت الذي كانت فيه مسألة الأسرى عامل توحيد لكافة الفصائل الوطنية. واعتبر أن الإضراب عن الطعام و "معركة الأمعاء الخاوية" التي بدأها أسرانا اليوم داخل السجون الإسرائيلية هي رسالة تحذير حول تردي أوضاعهم وحول الممارسات الوحشية لإدارات السجون ضدهم. وأشار الشيخ عزام إلى أن هذا الإضراب يأتي في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الفلسطيني لإحياء "يوم الأسير"، حيث يشهد شهر نيسان من كل عام الفعاليات المتضامنة مع الأسرى وقضيتهم, مشدداً على أن قضية الأسرى كانت وستظل رمزاً مهماً في هذا الصراع ودليلاً صارخاً على مدى مظلومية شعبنا, وهي جزء من الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان. وعبر الشيخ عزام عن استغرابه من موقف العالم وهو يغض الطرف عن معاناة أكثر من 11,000 أسير فلسطيني وعشرات الأسيرات الذين يموتون موتاً بطيئاً في السجون الإسرائيلية, فيما إسرائيل تحرك الكثير من حكومات العالم من أجل الجندي الأسير لدى المقاومة بغزة "جلعاد شاليط". من جانبها حمّلت حركة "حماس" الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يعانيه الأسرى وما قد تتعرض له حياتهم جراء هذا الإضراب الذي يخوضونه. وطالبت الحركة في بيان صحفي، كل الدول والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بوقفه إنسانية شجاعة لإنقاذ حياة الأسرى الذين يفضلون الموت جوعا عن الإذلال الذي يمارسه الاحتلال بحقهم مخالفاً كل الأعراف والقوانين الدولية. وقالت: "نخص بدعوتنا كل الجهات التي لا تفتأ تتحدث عن الأسير شاليط ولاسيما الأممالمتحدة التي سمحت لوالد الأسير بالتحدث للعالم عن معاناة مزعومة لولده، بينما لم يسمح بان كي مون لنفسه آن يستمع لأهالي الأسري المعذبين عندما زار قطاع غزة". ودعت الحركة الجماهير الفلسطينية بكل قطاعاته إلى هبة جماهيرية تضامنا مع الأسري الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في وجه السجان الاسرائيلي. بدورها دعت مؤسسات وفعاليات فلسطينية إلى نصرة الأسرى الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية التي بدأها الأسرى داخل سجون الاحتلال اليوم. وطالبت كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني الأمة العربية والإسلامية وكل المنظمات الإسلامية والحقوقية باتخاذ موقف شجاع تجاه ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من إجرام بحق الأسرى وذويهم. وقالت الكتلة "يخوض اليوم أكثر من 8 آلاف أسير إضراباً عاماً عن الطعام مما يعكس خطورة الوضع الذي يمر به الأسرى في ظل الإجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال بحقهم". وأعلن الأسرى مطلع الشهر الجاري إضرابا مفتوحا عن الزيارات، إضافة إلى إضراب جزئي عن الطعام في أيام 7، 17، 27 من ذات الشهر احتجاجا على المعاملة التي يجدونها من قبل إدارات السجون الإسرائيلية. بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "هذا الإضراب يمثل رسالة واضحة من جموع الأسرى للاحتلال وكافة الهيئات والقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الدولية تسلط الضوء على تنصل الاحتلال من كافة الالتزامات الدولية ". وأضافت في بيان: " إن إمعان الاحتلال في شتى أشكال الانتهاكات والتنكيل بحق الأسرى وعائلاتهم يجعل إسرائيل تحتل بجدارة موقعها غير المسبوق في الخروج على القانون الدولي ودوس حقوق الإنسان والأسرى". وأكدت الجبهة على روح الوحدة في خوض هذه المعركة الوطنية داخل معسكرات الاعتقال وخارجها وبين المؤسسات الأهلية والشعبية والرسمية على مختلف المستويات الإقليمية والدولية بما يصون حقوق الأسرى.