منذ أن أعلن الأسرى في السجون الإسرائيلية معركة الأمعاء الخاوية، يخوض الشباب الفلسطينيون انتفاضة على الأرض وأخرى إلكترونية، لدعم ما يطلقون عليه «انتفاضة الأسرى». وفي هذا الإطار، أعلن قبل أيام عن تأسيس تجمع «شباب من أجل الأسرى» في مدينة نابلس، والذي نفذ أول إضراب له، في اليوم التالي لإضراب الأسرى. وقال مروان كعبي أحد نشطاء التجمع وهو شقيق اثنين من الأسرى، إن التجمع أعلن إضرابه عن الطعام منذ صباح الثلثاء حتى تحقيق كل مطالب الأسرى العادلة. وأضاف كعبي خلال مشاركته بخيمة اعتصام نصبتها فصائل ومؤسسات نابلس على دوار الشهداء وسط المدينة، أن التجمع لن يفك إضرابه إلا بتحقيق المطالب، وعلى رأسها إخراج الأسرى من العزل الانفرادي. وفي هذا الإطار نظم التجمع الشبابي المستقل اعتصاماً قبل أيام شارك فيه المئات من الناشطين أمام مقر الصليب الأحمر في جنين، حيث رفعت أعلام فلسطين وصور لأسرى من محافظة جنين. ووزع الشباب بياناً ركزوا فيه على «الهجمة التي تتعرض لها الحركة الأسيرة والتي تهدف إلى كسر الإرادة وشلّ العزيمة وتحديداً عزل القادة الأسرى في زنازين انفرادية وحرمان الأسرى من التعليم، واختطاف 22 نائباً في المجلس التشريعي كان آخرهم النائب أحمد عطوان من باحة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس. وتابع البيان أن «أكثر من الفي أسير بينهم 650 من غزة محرومون من الزيارة منذ أكثر من 4 سنوات، في وقت تزيد وحدات المتسادا ودرور والنحشون من هجمتها الشرسة على الأسيرات والأسرى والتنكيل بهم». وأعلن الشباب في جنين، بالتنسيق مع التحرك الشبابي المستقل في الضفة الغربية، عن تضامنهم الشامل مع الحركة الأسيرة التي تخوض معركة حاسمة في صراعها مع مصلحة السجون، بالإضراب عن الطعام، مطالبين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتطبيق قواعد القانون الدولي ومعاملة الأسرى وفق اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة. والتقى وفد شبابي مديرة مكتب الصليب الأحمر في جنين ديما محاجنة وطالبوا المؤسسة الدولية بفضح ممارسات الاحتلال ضد الأسرى. ورحّبت محاجنة بالشباب وأوضحت لهم دور المؤسسة الدولية ووظائفها الرئيسة بعدما تسلمت بيان التحرك الشبابي المستقل من الناشط لؤي طافش ووعدت بإيصال الصوت ومتابعة القضية. وفي مدينة حيفا، داخل الخط الأخضر، بادرت مجموعة من الشباب الفلسطيني، وتحت شعار «جوعهم جوعنا»، بالإعلان عن إضراب مفتوح عن الطعام دعماً لقضية الأسرى ومؤازرة لهم. ويهدف هذا الإضراب كما أعلن منظموه، إلى إعلان الدعم الكامل لمطالب الحركة الأسيرة، وأولها الحرية الكاملة للأسرى، إضافة إلى رفع الوعي وتجنيد الدعم الجماهيري والمؤسساتي إلى نضال الأسرى ومعاناتهم، وتشكيل أرضية صادقة لانطلاق الاحتجاج الشعبي ضد الاحتلال وسجونه. وقالت خاسكيه (26 عاماً) إحدى المضربات عن الطعام، إن المبادرة الشبابية «هي واجب وطني وأقل شيء ممكن أن نقوم به كفلسطينيين لأسرى ضحوا بحياتهم من أجل قضيتهم». وزادت: «عن طريق إضرابهم أسمعونا صوتهم الذي اخترق جدران السجن ووصل إلينا، ونحن بدورنا يجب أن نوصل رسالتهم للجميع». ورفعت المبادرة شعاراً واحداً فقط هو حرية الأسرى ومطالبهم العادلة، والشباب المنضم لهذه المبادرة لا ينتمي إلى حزب أو طائفة معينة، وإنما مجموعة تضم جميع الفئات من مختلف الانتماءات، وهو الإضراب الأول من نوعه في مدينة فلسطينية داخل الخط الأخضر، ويهدف، وفق القائمين عليه، إلى إعادة تحريك قضية الأسرى في الأراضي المحتلة عام 1948 وعام 1967، خصوصاً مع التقصير والركود الذي طاولها في السنوات الماضية. وبموازاة ذلك، أطلق شبان فلسطينيون حملة إلكترونية على «فايسبوك» تحمل عنوان «أسرانا يا سراج النور... معركة الأمعاء الخاوية»، باللغتين العربية والإنكليزية. وقال القائمون على هذه الحملة إن الهدف منها «مواجهة الإعلام الإسرائيلي، الذي يحاول تبرير انتهاكاته المستمرة بحق الأسرى في سجون الاحتلال، والحملة تتابع لحظة بلحظة من خلال طاقمٍ كاملٍ كل ما يتعلق بالأسرى وإضرابهم وكذلك الفاعليات الشعبية الداعمة لهم». وحول استخدام اللغة الإنكليزية في الصفحة، قالوا إنها موجهة للشبان في الدول الغربية، وذلك لتعريفهم بالقضية الفلسطينية وقضية الأسرى. وتحت عنوان «أنصار ثورة الأسرى»، أطلق شبان آخرون، صفحة عبر «فايسبوك»، طالبوا فيها بتوحيد الشباب لدعم إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وقال منسق الصفحة، عبدالجواد زيادة: «يخوض الأسرى معركتهم، رداً على إجراءات الاحتلال وصلفه، يعلنون الإضراب عن الطعام، رفضاً وتحدياً لهذا السلوك الهادف الى إخضاعهم وإفراغهم وطنياً، رافعين شعار إما حياة كريمة أو موت مشرف، مطالبين بمعاملة إنسانية وفق التشريعات والقوانين الدولية. كل ما نقوله لهم اليوم لستم وحدكم كلنا معكم».