لقد سخر قائد هذه الأمة كل السبل التي تساهم في التطوير العلمي والصناعي مادياً وتقنياً من خلال فتح برامج الابتعاث وبناء الجامعات العلمية والبحثية وإنشاء المدن الصناعية والاقتصادية وغيرها من المشاريع في رؤيةوإستراتيجية يسعى لتحقيقها خادم الحرمين الشرفين من أجل الدين والوطن وتطلعات أبناء شعبه المخلصين في دفع لعجلة التطور و إحداث نقلة نوعية للتنمية الوطنية. ومع ذلك كله فإن المجتمع في هذه الفترة يمر بأزمة ومرحلة هي في ظني من أخطر المراحل التي واجهها منذ تأسيس هذه الدولة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه . مصدر هذه الأزمة أصحاب الهوى والشهوات وكذلك المرتزقة من أهل البدع والإنحرافات ، الذين وجدوا حيزاً ومكاناً بين أطياف هذا المجتمع ، يبثون منه أفكارهم المسمومة والفاسدة ليُحصِّلون بها شهوات أنفسهم منطبقاً عليهم المثل القائل: ( كلٌّ يغني على ليلاه) فهذا أخذ على عاتقه محاربة الدين والمسلمين ، وذاك يطعن في أصل للعقيدة وآخر يشتم ويشكك بأهل العلم والفضيلة ، والبعض ينعق بترف أي ( بقرف ) للحرية والعدالة فتجدهم يتسللون ويتقلبون كالأفاعي مابين زوايا الصحف والقنوات ومابين المنظمات والسفارات هنا يدلسون ويهرطقون وهناك يسفسطون ويتشدقون تارة في شؤون المرأة والمجتمع وتارة في القيم والعادات ، وهم بذلك يشكلون أزمةً حقيقيةً تعيق حركة التقدم والتطور على كافةالأصعدة والمجالات . لقد آن الأوآن لتطهير البيئه الإجتماعيه من هذا الوباء والإبتلاء الذي يلوثها بظلامه وظلاله ونبذ هذه الفئة وأفكارها والتصدي لها ومنع توسعها وانتشارها والعودة إلى التوازن والإتساق ومحور الارتكازالذي يخرجنا من هذه الأزمة وتداعياتها ،ويوقف هدر العقول والطاقات ، ويمنع خلق بيئة للتوتر والعداوات فينقسم المجتمع بين غالب ومغلوب وظالم ومظلوم لينتهي بها المطاف إلى الشتات النفسي والإجتماعي وكذلك الانفلات الفكري والأخلاقي . وهنا يقع الواجب على كل مسؤول وصاحب قرار في هذه الدولة في تحمُّل المسؤلية والأمانة التي كُلف بها من قبل خادم الحرمين الشرفين بالعمل الحثيث والتبصر والاجتهاد في تصحيح الأوضاع وردها إلى الصواب والمسار الذي يصل بها إلى مجتمع متجانس وموحد على منهج الكتاب والسنه الذي لاعزة ولا نصرة لنا دونه، والنهوض بأبناء هذا الوطن لبناء مستقبل واعد يحقق المكانة الأستراتيجية والحقيقية لهذه الأمة الإسلامية لينقشع عنها الظلام ويشع عليها النور . الكاتب / عبدالله الحشيبري