فنجان قهوة الصباح هذا هو في مكانه الذي قد إعتاد عليه في نفس الزمان من كل يوم ينتظر فقط أن يتم رشفه من قبل صاحبه الذي لانعلم هل هذا الفنجان قد اعتاد عليه وهل هو راضي عن قسمته أم أنه مجبور ولكن لايقدر على الهروب...! وبعد أن تتم عملية الرشف هاهي مجموعة من الصحف وقد حلت في موقعها المعروف ليبدأ صاحبنا بتقليب أوراقها وخاصة تلك الصفحات التي تلامس النمط العملي لصاحبنا فهو حتما سيطيل النظر (يبحلق أو يحملق) فيها ...! لعله يجد خبرا يهمه أو يمجده أما الخبر الذي فيه نقد لعمله فإنه سوف يعد العدة للرد السريع وكأن هذا النقد هو نقدا شخصيا له ولعائلته ....! وطبعا سيأخذ صاحب الرشفة جولة على بعض الصحف الألكترونية والمواقع ذات الصلة ... وسيجري عدة إتصالات أغلبها بروتوكولية...! وفي هذه الأثناء وفي الجهة الأخرى نجد أن المعاملات المهمة قد تراكمت على طاولة مدير المكتب وأن عددا كبير ا من المواطنين أصحاب المعاملات ومن توجد لديه شكوى أو تقديم طلب قد جلسوا في صالة الإنتظار منذ أن بدأ صاحب الرشفة برشف صاحبه فنجان الصباح...! فقبل صلاة الظهر بساعة تقريبا سيصل صاحب الرشفة إلى مقر عمله وسط إستقبال حار من أشخاص لاتوجد لديهم معاملات متوقفة أو مشاكل فأمورهم تمام التمام...! فيدخل صاحبنا فينهض جميع من في صالة الإنتظار فالبكاد يرفع يديه لهم وعند دخوله لما يظن أنها مملكته الخاصة يبدأ برشف فنجان ولكنه ليس بمذاق صاحبه صباحا! فهذا الفنجان الأخير وضعه بروتوكولي فقط...! ويجري إتصالات عديدة حتى وقت صلاة الظهر فعند الساعة الواحدة ونيف يستقبل عددا لايتجاوز 3% من المتواجدين بإنتظاره منذ أن وضع فنجان الصباح وضع الإرتشاف...! ولايطلع إلا على معاملة أو اثنتين ... فالدوام قارب على الإنتهاء وعائلته المصونة تنتظره على مائدة الغداء...! للأسف هذا هو واقع أغلب من حملوا المسؤولية إلا من رحم الله ...! فلماذا نتعجب أن معاملة قد تستغرق شهورا أوعاما أو أكثر وهي بالواقع لاتستحق أكثر من ثلاثة ساعات فقط...! ألم ينظر هؤلاء المسؤولين إلى مقام خادم الحرمين الشريفين ؟ وهو من فتح أبوابه لكافة المواطنين والعمل على راحتهم وهو من أوصى المسؤولين بالعمل على راحة المواطن . حيث كان أخرها يوم الثلاثاء الماضي الموافق 12 جمادي الأولى عندما وجه أوامره المشددة ل14 وزارة خدمية في السعودية بضرورة الحرص على تطوير الخدمات التابعة لها، وتقديمها لكل محتاج من المواطنين، والتعامل بشكل جاد وفوري مع التظلمات والشكاوى، التي يقدمها المواطنون لتلك الجهات، وتلافي أي تقصير في خدمة المواطن. ومن هذه الوزارات التي خاطبها خادم الحرمين الشريفين: التربية والتعليم، والشؤون البلدية والقروية، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتعليم العالي، والزراعة، والنقل، والاتصالات وتقنية المعلومات، والمياه والكهرباء، والشؤون الاجتماعية، والصحة، والعمل، والإسكان، والخدمة المدنية، والتجارة والصناعة. وكان خادم الحرمين قد شدد أيضا قبل أيام على سفراء المملكة بأهمية خدمة الشعب وعدم التهاون في خدمة أي سعودي، وقال «أنتم ونحن كلنا في خدمة الشعب السعودي، ولهذا لازم لازم ألا تتهاونوا في خدمة أي سعودي تحدث له قضية أو حادثة أو أمر آخر، فيجب أن تباشروها حالا، ولابد أن تضعوا في بالكم الصغير والكبير ولا يوجد فرق بين وزير أو أمير أو أقصى الشعب وهذه في ذمتكم، من ذمتي في ذمتكم، وسأحاسبكم عليها والله سيحاسبكم عليها». فلا أعتقد أن بعد هذا التوجيه سيأتي توجيه مشابه بل سيأتي ماهو أقوى من ذلك فخادم الحرمين أطال الله بعمره وحفظه من كل مكروه قد أعطى فرصا كثيرة للوزراء وللمسؤولين منذ أكثر من ثلاثة سنوات ولكن عندما يصل السيل الزبى فحتما سيعرف هؤلاء المقصرون بأن هناك من سيحل مكانهم بدماء جديدة هدفها الأول والأخير العمل على راحة المواطن وهم بذلك يعملون بتوصيات أبا متعب أطال الله بعمره وأبقاه ذخرا لنا وللمسلمين قاطبة أفا بعد هذا أيها المسؤول ماذا أنت صانع !؟ كتبت ماكتبت فإن أصبت فهو من الله وإن أخطأت فهو من نفسي كتبه / عبدالله الفهيقي للتواصل [email protected]