أبو عبود صديق عزيز، يحب الاتحاد كحبه لسمك الهامور والكنعد، ولأن الهلال يمارس هوايته في حصد الذهب ويتفوق على فريقه فهو يتعاطف معه، وقد ازداد ولعه في الاتحاد في السنوات القليلة الماضية بشكل جنوني ولعل السبب في ذلك هو سنين الجفاف والحرمان التي عاشها مع العميد !! . ٭٭ ابو عبود صار يتابع كتاباتي عن الهلال ليس حبا فيه بل ليتصيد علي اي كلمة كي يحتفظ بها للمناسبات، وآخرها لقب (تسونامي) الذي اطلقته على الهلال في العام الماضي حيث صار يكرره على مسامعي متهكما في كل مرة يخسر فيها الهلال حتى لو بالتعادل !!. ٭٭ صاحبي الذي لا تفارق الضحكات فمه الى درجة انك تشعر ان ثمة خصام بين شفتيه تراه في اسوأ حالاته الى حد الشفقة حينما يفوز الهلال ببطولة بل حتى في مباراة، وليس على لسانه سوى اسطوانة التحكيم . ٭٭ في مباراة الهلال والاهلي الماضية على نهائي كأس الامير فيصل بن فهد تعمدت ان اتواجد حيث نجتمع كل ليلة مع نهاية الشوط الثاني وقبل انطلاق الشوطين الاضافيين لأعيش الاجواء في ذلك المنتدى الذي يبدأ بالحديث عن الكرة ولا يخلو فيه الحديث عن الدين والسياسة والاقتصاد وآخر اخبار الساعة . ٭٭ فور دخولي المكان وجدت الصمت مطبقا ولم يكسره سوى صرخة صاحبنا بصوت جهوري حرك زوايا المكان: «تعال شوف الحظ على اصوله» !.. أجبته بهدوء مفتعل لانني كنت اعرف ما يرمي اليه: «عن اي حظ تتحدث»، فما كدت انهي جملتي حتى علق قائلا: «عن حظ تسونامي حقك»!، ابتسمت واجبت بثقة مصطنعة: «إنها كرة القدم ياعزيزي، فليس فيها معادلة تقول انك حينما تهاجم اكثر فمعنى ذلك ان تضمن الفوز، بل على العكس فنحن لطالما سمعنا انك ان لم تسجل فانتظر التسجيل في مرماك»!. جلسنا مترقبين الشوطين الاضافيين وماهي الا دقائق وإذا بالحال تنقلب رأسا على عقب حيث استحوذ الهلال على المباراة وكانت كل البوادر في الشوطين الاضافيين تشير الى ان الفوز سيكون هلاليا، وفيما الهجمات الهلالية تترى على المرمى الاهلاوي كانت رجلا صاحبنا ترتعشان كعادته حينما يكون مضطربا، والغريب ان حالته تلك لم تكن لتحدث حبا في الاهلي بل بغضا في الهلال !!. انتهت المباراة زرقاء وتوج الزعيم بالكاس، ولم يكن ثمة شيء في المباراة يجعل (ابو عبود) يعلق فوز الهلال على شماعة التحكيم كما هي عادته وعادة من أعماهم التعصب فلجأ هذه المرة لتبرير مضحك الا وهو (الحظ)، ولانني اؤمن ان الحظ لا يمكن ان «يحول الفسيخ الى شربات» كما يقول المصريون فضلت الصمت . ظننت حينها ان هذا المبرر هو صناعة صاحبنا، الا ان اليوم التالي للمباراة حمل لنا غير ذلك حيث تبارى من يفترض انهم اصحاب فكر رياضي على تعليق فوز الهلال على مشجب الحظ هذه المرة بعد ان وجدوا ان شماعة التحكيم ستجعلهم اضحوكة بين الناس، والغريب اكثر ان الغرماء اجتمعوا في توارد خواطر غير مسبوق على ان الحظ هو من اخذ بيد الهلال نحو الشباك الاهلاوية وهو من حمل لاعبيه على اعناقه ليصعد بهم للمنصة ويبدو انهم نسوا ان يقولوا ان السيد (حظ) هو من قاد الحافلة الزرقاء من الملز الى ضاحية العريجا. ٭٭ سنوات ونحن نسمع باسطوانة التحكيم حتى غرر بأجيال كانت ومازالت على قناعة بان بطولات الهلال التي فاقت الاربعين ما هي الا نتيجة صافرة ظالمة هنا وخاطئة هناك حتى عششت هذه القناعة في رؤوس بعض المساكين، واليوم وبعد ان ألجمهم الهلال بالبطولة تلو الاخرى ومع كل لجنة تحكيم جديدة لم يجدوا غير مبرر سخيف كمبرر الحظ حتى يضحكوا فيه على البسطاء .. ولذلك سنظل نقول ان اصحاب العقول - حقا - في راحة ونعيم !! [email protected]