أثارت مقالة الأسبوع الماضي عن آثار الزركلي المجهولة بعض ردود الفعل من الباحثين والمهتمين وأولها جاء من عاشق الكتب الأستاذ فهد العصيمي عبر التويتر حيث أفاد بتواصله الشخصي مع الأستاذ أحمد العلاونة وقام مشكوراً بإرسال رابط المقال إليه للاطلاع فتجاوب معه برسالة ذكر فيها أن كتاب (الملك عبدالعزيز في ذمة التاريخ) هو كتاب (شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز) نفسه وأنه قد ذكر هذا غير مرة ومنها في كتابه عن الزركلي الذي طبعته دارة الملك عبدالعزيز في حين ذكر العصيمي أن العلاونة لا يعرف عن الكتابين الآخرين شيئاً! ولأن هدفنا هو المعرفة فإن للقراء علينا حق التوضيح بأن ما نقله العصيمي عن العلاونة في كون كتاب الملك عبدالعزيز في ذمة التاريخ هو كتاب شبه الجزيرة العربية نفسه كلام صحيح وقد أشار الزركلي في مقدمة كتاب شبه الجزيرة إلى ذلك فذكر أن الكتاب وضع في عام 1369ه/1950 م بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية لاسترجاع الملك عبدالعزيز الرياض وكان اسمه يومئذ (السجل الذهبي) أو (ابن سعود، منشئ دولة ومجدد أمة) ثم أصلح الزركلي التسمية بأمر الملك عبدالعزيز إلى (عبدالعزيز آل سعود، منشئ دولة ومجدد أمة) ولكن حالت عوائق دون نشره في تلك الأيام وتوفي الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ونسخة الكتاب المعدة للطبع ما تزال في الديوان الملكي، فاستعاد الزركلي النسخة بعد ذلك وجعل الحاضر من الوقائع ماضياً والحديث عن الملك عبدالعزيز في حياته خبراً عنه بعد وفاته وأضاف إليه بعض الفصول وحوّل اسمه إلى (الملك عبدالعزيز في ذمة التاريخ) وظل بين يديه إلى عام 1383ه/1964م حيث التقى الملك فيصل في جدة؛ فسأله عن الحبيس، فأدرك الزركلي أنه يسأل عن الكتاب فقال: ينتظر أن تأمر بإخلاء سبيله. قال: حان وقته، فطبع الكتاب بعد أن أعاد الزركلي النظر فيه وراجعه باسم (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز)، وبينما أشار العلاونة في كتابه الصادر عن الدارة إلى ذلك فقد اكتفيت بالمقارنة بين ما أورده العلاونة من الآثار المخطوطة للزركلي في كتابه الأول وبين ما أورده في كتابه الأخير ولم أتنبه لذلك كما لم يتنبه له العلاونة في كتابه الأول وكنت أود لو أنه أشار في كتابه الأخير إلى خطأ الكتاب الأول لأن هناك من سيعتمد عليه. وأما رد الفعل الثاني فكان من زميلنا الأستاذ البحاثة صلاح الزامل الذي نبهني إلى أن تاريخ ميلاد الزركلي الهجري هو 1310ه وليس 1309ه وأن العلاونة قد وهم في كتابه عن الزركلي الصادر عن دار القلم وأنه قد نبهه إلى ذلك خاصة أن الزركلي قد كتب ذلك بخطه. والحقيقة أني اعتمدت في تاريخ ميلاد الزركلي على العلاونة الذي ذكر في كتبه الثلاثة عن الزركلي أنه ولد في ليلة التاسع من ذي الحجة 1309ه الموافق السابع من يوليو 1893م، ثم أني رجعت إلى كتاب العلاونة الأخير عن الزركلي الصادر عن مركز فهد الدبوس مؤخراً فوجدته قد أرفق في قسم الوثائق صورا لخمس ترجمات للزركلي كلها تقريباً بخطه اثنتان منها خلتا من تاريخ ميلاده بينما ذكر في الترجمة الأولى والثانية أن مولده في عام 1309ه وفي الترجمة الرابعة ذكر أن ولادته كانت في عام1310ه أما في موجز ترجمته الذي كتبه في نهاية كتاب الأعلام فذكر أن مولده في عام 1310/ 1893 ولم أستطع قراءة تاريخ سنة ميلاده المسطور في شهادته من المدرسة العثمانية الدمشقية التي نشر العلاونة صورتها في كتابيه الأول والثاني لعدم وضوحه فلعل لدى الباحثين والمهتمين وأولهم الأستاذ العلاونة تجلية لهذا الاختلاف في تاريخ ميلاد الزركلي. وأخيراً فقد سألني الأخ (أبو فهد) عن مصدري الذي اعتمدت عليه في وجود مخطوطتي الزركلي الأخريين ولفائدة المهتمين فلا بد من تأكيد هذه المعلومة بتوثيقها حيث سيجدون ذلك فيما كتبه أكرم زعيتر في المجلة العربية في شعبان 1397ه/تموز آب 1977م (س2،ع2،ص44).