رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مساء أمس الاثنين حفل جائزة امرئ القيس للإبداع الشعري في دورتها الأولى وذلك في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة بتنظيم نادي القصيم الأدبي. بدأ الحفل بالقرآن الكريم ثم كلمة نادي القصيم الأدبي للدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم والذي رحّب بسمو أمير المنطقة والحضور، متحدثاً عن الجوائز الأدبية والتي تمثّل إرثا ثقافيا وحضاريا تعاهدت عليه الأمم تقديراً للأعمال المبدعة والمتميزة، مشيراً إلى أن نادي القصيم الأدبي رشّح للفوز بالجائزة فائزين من ضمن 16 شاعرا وشاعرة بعد استيفائهم شروط الإبداع، واستحقّوا الجائزة لتطرح تجربة الشاعرين لتفعيل الحراك الثقافي، والتي انبثقت فكرة الجائزة من نادي القصيم الأدبي في دورته الثالثة برئاسة د. حمد بن عبدالعزيز السويلم، وتأسست بدعم سخي من سعادة الأستاذ ورجل الأعمال الأديب أحمد بن محمد سعيد باديب، تقديرا منه للإبداع الشعري في العالم العربي كله، وهذه الجائزة تأتي إسهاما في بناء صرح الشعر العربي الممتد تاريخه من عصور ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر، ويكمن اهتمام نادي القصيم الأدبي بالإبداع الشعري إيمانا منه بدوره الثقافي ورعايته للمبدعين في هذا المجال. وقال نادي القصيم الأدبي إيمانا منه بالدور المنوط به وحرصا منه على تقدير الشعراء المبدعين أنشأ هذه الجائزة التي نتطلع كي تتبوأ مكانة مرموقة بين الجوائز العربية. وقد رأينا أن تحمل هذه الجائزة اسم امرئ القيس "صاحب لواء الشعراء" كما قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -. والجائزة تنقسم إلى قسمين وهما القسم الأول: جائزة امرئ القيس التقديرية، وتمنح لواحد أو اثنين (بالمناصفة) من كبار الشعراء المتميزين. ويتم ترشيحهم من قبل الجامعات والمؤسسات الثقافية والأندية الأدبية، والقسم الثاني: جائزة امرئ القيس التشجيعية. وتمنح لواحد أو اثنين (بالمناصفة) من الشعراء الذين تميزوا في الإبداع. ويتم الترشيح من قبل لجنة أمانة الجائزة. وقال: تمنح الجائزة مرة كل عامين، لشاعر عربي أو أكثر على إنتاجهم في مجال الشعر، شريطة أن يكون لإنتاج هؤلاء الشعراء مكانة متميزة في الإنتاج الإبداعي، وأن يعكس هذا الإنتاج أصالة الشعر العربي، ويكون لهذا الإنتاج مكانة مرموقة في مجال التفوق الشعري. ويجوز منحها عن عمل أو أكثر من أعمال هؤلاء، لتميزه وسموه الفني والجمالي، مقدّماً شكره للأستاذ أحمد محمد باديب ولكافة اللجان. عقب ذلك ألقى كلمة المكرّمين أحمد بن صالح الصالح والذي أكد أن الجائزة تنبىء عن عظيم الاهتمام بالشعر العربي الأصيل وإحياءً لهذا التراث الرائد، والاهتمام بالشعراء والأدباء والمثقفين امتداداً للاهتمام السابق بدءًا من أسواق العرب في الجاهلية وفي عهد دولة المناذرة والغساسنة ومنها إلى الأصول الإسلامية، ولعل من أبرزها الجبّة التي خلعها النبي محمد صلى الله عليه وسلّم على كعب بن زهير، وهذا أشرف تكريم للشعر. مشيرًا أنها تتجلّى في عصرنا الحاضر في العصر الحالي في تنافس الأندية الأدبية في عقد المسابقات والحوافز وتبني المبدعين، وهذه الجائزة كإحدى تلك الجوائز التي تشرفت بها. ثم كلمة المحتفى به الزهراني والذي أكد إيمانه بأن الشعر لا بد أن يكون خط الدفاع الأول في مقدّمة الدفاع عن الوطن، مستعرضاً مشاعره بفوزه بالجائزة عبر منظومة شعرية نظمها تعبيراً عن الرعاية الكريمة من أمير القصيم وتنفيذ النادي الأدبي ورعاية مركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية، مختتماً كلمته بالشكر لأمير المنطقة وللجان العاملة. مدير عام الأندية الأدبية بالمملكة أحمد قران الزهراني وصف المكرمين بأنهما علمان من أعلام الشعر العربي وهما الشاعر أحمد بن صالح الصالح والأستاذ الدكتور صالح الزهراني، وهما جديران بالتكريم نظير ما قدّماه من إبداع خلال مسيرتيهما الثقافية، مثمناً دعم أمير المنطقة في دعم النادي الادبي والثقافة والمثقفين، مقدّماً شكره نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور بندر بن محمد حجار. كما ألقى زيد الفضيل كلمة نيابة عن راعي الجائزة أحمد باديب والذي أكد دعم مركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية لكافة الجوانب الثقافية ودعمها في كافة أرجاء الوطن، متحدثاً عن ارتباطه بالقصيم تاريخياً، متمناً أن تكون لبنة في بناء وتأسيس المسابقات والمنافسات الثقافية والإبداعية في الأندية الادبية، ذاكرًا أن الأمن لا يتحقق بشعب جاهل، مختتماً كلمته بشكره لأمير القصيم على رعايته الحفل. ثم كرّم أمير القصيم الفائزين بميداليات الاستحقاق والدروع والمبلغ المالي "قيمة الجائزة" بعد ذلك صرّح أمير القصيم بتصريح قال فيه: أشكر زملائي أعضاء النادي الادبي في مدينة بريدة متمنياً أن تكون خطط النادي تتواكب مع خطط التنمية في المملكة، وثمّن جهود النادي الادبي في تقديم العلم والمعرفة والثقافة للمجتمع، وأن هذا العمل يجب أن يستمر ويتواصل ولا يتوقف، مؤكداً أن الأستاذ أحمد باديب يقدّم للثقافة دوراً متميزاً وسنداً للنادي الأدبي، مبيناً أن إدارة الثقافة والإعلام يجب أن يكون لها وقفات قوية جداً تجاه الأندية الأدبية حتى لا تذوب في مسابقات وتسابق نحو أمور معيّنة، ويجب أن تعطى حقها من الاهتمام، وقال سموه وقفة الدولة معروفة ولا ننسى الدعم السخي للأندية الأدبية والذي يجب أن تقدّم دورها وعليها دور كبير، مسجلاً شكره وتقديره لكافة العاملين ومهنئاً الفائزين بالفوز وللنادي الادبي بتحقيق التميز بالشعر العربي وتأصيل الثقافة. وحمّل سموه النادي الادبي بالقصيم أهمية استغلال الجامعات والتربية والتعليم خاصة الأقسام الأدبية والتي هي حلقات وصل مهمة لينهضوا بالأندية على ما هي فيه الآن ونحن بحاجة أكبر وأعمال أجل وأعظم. أمير القصيم مكرمًا د. صالح الزهراني