بدأت مراكز التنمية في المجتمع السعودي بإنشاء مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية كمركز تجريبي، وبعد إنشائه شكلت لجنة من الأهالي للعمل، وأسست جمعية تعاونية، وكَوّن تجمعا شبابيا كان نواة لناد هناك كما أقيمت دار للفتاة أصبحت فيما بعد مدرسة للبنات وقد اعتبرت هذه المنجزات مؤشرات طيبة لنجاح التجربة. وتتكاثف جهود جميع المؤسسات التربوية، التعليمية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية الرسمية وغير الرسمية وفي مقدمتها مراكز التنمية الاجتماعية على إحداث التغيير والتحديث للمجتمع كما تلعب دوراً أساسياً في تزويد الأسرة بمعلومات حول ضرورة الحاجة إلى التغيير، وهذه المعلومات تتعلق بالتغيرات التي يمكن إحداثها ومعلومات أخرى حول البدائل المتاحة، ومعلومات حول الأساليب، الوسائل والفوائد من تبني أفكار وطرق جديدة للعمل والإنجاز في كافة المجالات والنشاطات الاجتماعية والتنموية لأفرادها وهذا ما لحظته في الآوانة الأخيرة من خلال تعاملي مع تلك المراكز في انشتطها الموجهة لتنميه الأسرة من خلال رفع سقف ثقافتها باختيارها الموفق وبطريقة فنية عالية التخصص اقتصرت على تبني برامج ونشاطات تصاغ وفق دراسات واقعية وميدانية للمجتمع تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع التنموية بحيث أصبحت تلك المراكز جزءاً متكاملاً وأساسياً من بين بيئة المجتمع وكذلك اختيار أحياء متفرقة تحتاج بالفعل للتعامل معها بأسلوب معين إذا ما عرفنا ان تلك الاحياء تعج بالموطنين والمقيمين الذين هم بحاجة ماسة لتغير الكثير من المسارات الاجتماعية فيها ولعل تلك الاحياء النسيم والنظيم والفيصلية والعريجاء في مدينة الرياض التي شهدت نقلة غير مسبوقة بسبب أن تلك المركز التي لم تعد كما كانت في السابق مجرد أداة للترويح والترفيه وإنما أصبحت من المؤسسات المؤثرة في اتجاهات الأسرة وتكوين مواقفهم الفكرية والاجتماعية من خلال الدورات التدريبية المقننة والمخصصة للأسرة والزوجين والأبناء فضلا عن ما لدى المراكز من قدرات في تطوير العمليات التثقيفية والمعرفية، والمساهمة في نشر الوعي المعرفي، وإثراء أوجه النشاط المتنوعة لذا فانه حان الوقت ان تقوم المؤسسات الصناعية والاقتصادية والجامعات لتحقيق الشراكة في مجال تنمية الموارد البشرية، والتواصل بين تلك المؤسسات الإنتاجية ومراكز التنمية لتقوم بدورها الصحيح والأكبر على أكمل وجه وحتى لا تعاني من تقصير في خدماتها التنموية المقدمة للمجتمع لكل فرد من أفراده وليمتد نشاطها الى المناطق النائية والقرى خاصة اننا في الألفية الثالثة التي تحتاج إلى قدره فائقة في تكاثف الجهود مع مؤسسات المجتمع المدني الرسمية وغير الرسمية وإذا ما عرفنا ان تلك المركز قد بدأت بجهود متواضعة فردية وجماعية حتى وصلت إلى ما وصلت اليه من تقدم مبهر يشكر من خلاله القائمون على تلك المراكز التي طبقت كل مقومات النجاح، انطلاقا من أن خصائص التنمية تقوم على تنمية الفرد من أجل زيادة رفاهيته. ولتحقيق أهم أهداف تلك المراكز بمفهومها العام والشامل بأنها عملية واعية موجهة لصياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه المجتمع هويته وذاتيته وإبداعه. * استشارية أسرية ونفسية