افتتحت في العاصمة الأسبانية مدريد يوم أمس نقاط الاتفاق والاختلاف بين الإسلام والفكر الغربي في مدريد، والتي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، بحضور صاحب السمو الأمير منصور بن خالد الفرحان آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة أسبانيا ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وعدد من السفراء العرب لدى أسبانيا. وبدأت الندوة بتلاوة للقرآن الكريم، عقبها ألقى مدير المركز الثقافي الإسلامي بمدريد الدكتور سعود بن عبدالله الغديان كلمة أكد فيها وجود الرغبة الصادقة الحقيقية في تقريب وجهات النظر ومد جسور التواصل وصرف العناية إلى توظيف نقاط الاتفاق والعمل على إزالة نقاط الاختلاف فتقوى العلاقة والصلة. وأضاف الدكتور الغديان بأن الثقافة الإسلامية بينها وبين الفكر الغربي نقاط اتفاق كثيرة تربو كثيرا على نقاط الاختلاف، وان المصالح المشتركة تقتضي وتتطلب العناية والاهتمام بين نقاط الاتفاق وتوظيفها توظيف ايجابيا. وبين الدكتور الغديان أن هذه الندوة ستسهم بإذن الله في تجلية الحقيقة لتحقيق المزيد من التقارب بين المنتسبين للثقافة الإسلامية ونظرائهم المنتسبين للفكر الغربي لان الحوار والنقاش هو الأساس في التعايش والمواطنة. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة قال فيها إن الحضارة الإسلامية اتصلت بالعالم الغربي قديما وحديثا وأثرت تأثيراً إيجابياً فيه كما أسهمت في تكوين الأساس العقلي الذي انطلقت عليه النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر الميلادي، مشيرا الى أن الفكر الغربي اليوم متطور المضمون وواسع الفضاء وكثير التشعب، بالإضافة الى أنه غزير المصادر والأصول. وقال معاليه إن الرؤية الإسلامية التي ينظر بها المسلمون إلى إنجازات غيرهم، لا تنطلق من أسس عدائية كما يصورها بعض من يسيئون فهمها مبينا أن المسلمين حريصون على إيجاد علاقة توافقية مع غيرهم، من منطلق البحث عن المشترك بين الثقافات واتخاذه منطلقاً للتفاهم والتعاون، كسبيل عملي تواجه به الأطروحات التي تضخم نقاط الافتراق لتصنع بها وهماً من التنافر والصدام الحضاري. ودعا الدكتور التركي في أن يتجه الفكر الغربي إلى مراجعة موقفه من الإسلام، ويبني رؤيته إليه على أسس أكثر إيجابية واعتدالاً، بالتعرف عليه من مصادره الصحيحة، لإدراك محاسنه ومزاياه ورسالته الإنسانية التي اعترف بها العديد من الدارسين المنصفين، مطالبا معاليه الفكر الغربي بالنظر إلى المشكلات التي تؤرق العالم الإسلامي نظرة موضوعية متجردة. وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن المصلحة للغرب أن يتعاون مع العالم الإسلامي في حل مشكلاته، حلاً عادلاً لا يضر باستقلاليته ولا هويته الثقافية، وأن تمادي هذه المشكلات يساعد على تنامي التطرف والإرهاب ويوفر مادة دعائية قوية للدوائر السياسية والإعلامية المغرضة للاستمرار في نشر ثقافة العداء ضد المسلمين والتحذير من تحسين العلاقات معهم. وفي ختام كلمته توجه الدكتور التركي بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- وسفيره لدى مملكة أسبانيا، سمو الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان آل سعود، على دعم المركز الإسلامي في كل ما يحتاج إليه، وعلى الجهود المبذولة في خدمة الأقليات والجاليات المسلمة في أوروبا وغيرها. كما قدم شكره للحكومة الإسبانية على تعاونها مع المملكة العربية السعودية، ورابطة العالم الإسلامي في الشؤون المتعلقة بالمسلمين المقيمين على أراضيها. بعد ذلك ألقى مدير البيت العربي بمدريد الدكتور ادواردو لوبيث بوسكاتس كلمة المشاركين في الندوة. عقبها بدأت الجلسة الأولى برئاسة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وتحدث فيها كل من الدكتور محمد عبدالكافي بورقة عمل بعنوان (الإسلام دين التعايش) فيما قدم الدكتور خوان فريرو رئيس قسم القانون الدولي بجامعة لاكورنيا بحثا بعنوان (الإسلام والفكر الغربي) وقدم الدكتور فرننادو ارياس كانغا مدير مؤسسة التعددية والتعايش بوزارة العدل الاسبانية بحثا بعنوان التعددية والتنوع طبيعة إنسانية. د.التركي يكرم سمو سفير المملكة لدى أسبانيا