ذكرنا أن من أعظم وجوه عناية المملكة بالقرآن الكريم إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ، الذي يعد بحق مفخرة من مفاخر المملكة ، ومعلمة شامخة ناطقة بما تبذله المملكة في سبيل خدمة الإسلام بعامة ، وفي خدمة القرآن بخاصة . وتوزيع مصحف المجمع في المملكة وتوفيره لجميع المسلمين . وقد بذل القائمون على المجمع جهوداً كبيرة في تطوير عمل المجمع ؛ ليحقق الأهداف المرجوة في خدمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله . ومن تلك الجهود الكبيرة عقد ندوات مخصصة لموضوعات حيوية ، ودراستها دراسة علمية بحضور علماء وأكاديميين مختصين في تلك الموضوعات ، والخروج من تلكم الندوات بنتائج وتوصيات مهمة ونافعة ، يكون لها الأثر الكبير في تطوير العمل في حقل القرآن ، وتبادل الخبرات بين الجهات المعنية بطباعة المصحف ونشره. ومن تلكم الندوات التي نظمها المجمع ندوة « عناية القرآن الكريم في الدراسات الاستشرافية « وغير ذلك . ومن هذه الندوات المهمة التي يعقدها المجمع الآن « ندوة طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول « التي ترمي إلى دراسة علمية ، لمعرفة أوجه القصور ، وأسباب ظهور مصاحف لا تتسم بالدقة العلمية ، ولا الجودة الفنية ، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة ، للرقي بالمصاحف إلى المستوى المأمول ، سواء من الناحية العلمية المتعلقة بالرواية والضبط التي تمتاز بها المصاحف الشريفة ، أو من الناحية الفنية ، وذلك من خلال بناء قواعد ، وأسس مرجعية ، وصياغة منهج أمثل لطباعة المصحف ، وكذلك تيسير سبل اللقاء والتشاور بين المتخصصين المتقنين لمراجعة النص القرآني وتدقيقه . وفي الختام نسأل الله تعالى أن يسدد الخطا، وأن يجعل الأعمال خالصة لوجه الله ، تعالى.