ذكرنا أن الملك المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه وحد المملكة العربية السعودية على أساس متين من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله . ولأنه رحمه الله كان بعيد النظر يطمح إلى أن يستمر هذا النهج من بعده، فقد حرص على تربية أبنائه على هدي القرآن والسنة ، وتنشئتهم على العمل بهما، وتعظيمهما وتقديسهما ، والعناية بهما ، وتحفيظهم كتاب الله تعالى وقد اختار صفوة من المشايخ لتحفيظ أبنائه الأمراء القرآن الكريم ، فإن المصادر تذكر لنا أن الملك سعوداً ، والملك خالداً رحمهما الله ختما القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالرحمن المفيريج ، وأن الملك فيصلاً رحمه الله ختم القرآن على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ . وجاء في جريدة أم القرى في عددها المؤرخ في 14 شعبان عام 1364ه ما نصه : « وفي صباح الأحد 14 شعبان عام 1364ه احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز القرآن، وحضر الحفل ولي العهد الأمير سعود . وتلا الأمير سلمان في الحفل آخر حزب بقي عليه من القرآن ، ثم تلا صاحب السمو الملكي الأمير تركي شيئاً من دعاء ختم القرآن ، ثم تقدم للخطابة أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبدالرحمن ، ومتعب ، وطلال ، ومشاري ، وبدر ، وتركي ، ونايف ، معبرين عن سعادتهم بختم أخيهم لتلاوة القرآن الكريم، «وهذا كان شأن الملك المؤسس رحمه الله مع أبنائه كلهم . وعلى خطا الوالد المؤسس، سار الملوك من آل سعود : الملك سعود ، والملك فيصل ، والملك خالد، والملك فهد رحمهم الله جميعاً وعلى نهج والدهم انطلقوا في تشييد بنيان المملكة على هدي الكتاب والسنة ، حتى وصل الأمر في هذا العهد الزاهر ، عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى مستوى رفيع في العناية بالقرآن الكريم ، وطباعته ونشره ، والعمل به في جميع المجالات .