أجزم بأن ( بعض ) المحسوبين على الإعلام، الإعلام منهم بريء كبراءة الذئب من دم يوسف. فهؤلاء ( الثُلة ) القليلة منهم المتردية والنطيحة، وبالتالي لا يمكن أن نعمم ونسحب هذه الأوصاف على ( الكل ) ونجعلها مدخلا للإسقاط على الإعلاميين المشهود لهم بالنزاهة والمهنية والعقلانية في النقد والطرح والتحليل. وما دفعني لهذه المقدمة ظهور البعض الذين حمّلوا الإعلام برمته فشل الأخضر في بطولة osn الدولية الودية التي احتل خلالها المركز الأخير مع ذكر مبررات أقل ما يقال عنها : إنها ( تافهة ) مع أنه يُفترض منهم أن يكون لومهم موجها لمن أفقد منتخب الوطن هويته وأضاع هيبته. وهذه الأصوات المهترئة التي تتشدق بالوطنية، في كل الأحوال ليست هي من يُعلمنا مالنا وما علينا ولن تكون أكثر منا غيرة وحرصا على منتخبنا الوطني وفي نفس الوقت لن نطير مثلها في العجة فنجامل ونطبل أو نتنصل ونتهرب من المسؤولية. فالإعلام ما هو إلا نافذة يُطل من خلالها الإعلامي النزيه ليطرح رأيه بكل موضوعية فيقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت. فالإعلام ليس هو من تعاقد مع المدرب الأسباني لوبيز أو من سبقوه من المدربين وليس هو من وضع برامج إعداد المنتخب وليس هو من أقصى وتجاهل أسماء بارزة واستقطب لقائمة المنتخب لاعبين فقدوا حساسية الكرة نتيجة مكوثهم على مقاعد الاحتياط في أنديتهم وليس هو من ضم لاعبين مصابين لا يمكن الاستفادة منهم على الأمد القريب وليس هو من غيّب الأخضر عن البطولات منذ ست سنوات. وإذا أردنا بالفعل أن يكون إعلامنا بجميع مكوناته شريكا حيويا لرياضتنا بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص فلابد أن يقوم بدوره المنوط به على الوجه الأكمل ، فيُشيد بالعمل عندما يكون نموذجيا ومثاليا وينتقده عندما يكون عكس ذلك. فالجهازان الفني والإداري ليسا فوق النقد ، لكن هناك من يُريد تكميم الأفواه والسكوت على الأخطاء الكارثية التي يرتكبها المدرب الذي أساء لمنتخب الوطن كثيرا في ظل التخبط الذي ينتهجه منذ توليه المهمة، والصمت المطبق الذي يمارسه الجهاز الإداري تجاه الإعلام الذي يطالب بالشفافية والإجابة عن العديد من التساؤلات المنطقية كي يضع الأمور في نصابها الصحيح. أعتقد أنه آن الأوان للمدرب لوبيز كي يعترف بأخطائه ويسارع في تصويبها ويعتذر للجماهير السعودية قبل الاعتذار للاعبين الذين أجحف بحقهم وقتل طموحاتهم بحرمانهم شرف تمثيل منتخب الوطن دون تبرير منطقي، ومن ثم يبدأ بوضع برنامجه الإعدادي لموقعة العراق التي ستقام منتصف الشهر المقبل ، فمصلحة المنتخب فوق أي اعتبار وعودته كما كان سابقا تبقى هاجس كافة الرياضيين. صواريخ .. أرض .. جو ماجد عبدالله أسطورة من أساطير كرة القدم العالمية ورمز من رموز الرياضة السعودية. هكذا باختصار يمكن أن نصف العمالقة. أما الأقزام فلن أتحدث عنهم لأنهم وبكل بساطة لا يستحقون سوى التهميش. بعد أن أثبت عيسى المحياني فشله الذريع مع الهلال ثم الأهلي لا أعتقد أنه سينجح مع الشباب، وسيكون مكانه الطبيعي دكة البدلاء. وللأمانة أتمنى أن يثبت عكس ذلك ويعود كما كان في الوحدة لعله يجد مكانا في قائمة المنتخب رغم تقدمه في السن. بعد تعثر مفاوضات الأهلي مع النجم الكويتي بدر المطوع حاول بعض الانتهازيين إقحام النصر في الموضوع بهدف تشويه علاقته القوية مع شقيقه الأهلي، لكن هذه المحاولة البائسة باءت بالفشل. مقالة للكاتب علي السلمي عن جريدة اليوم