اعلن المتحدث باسم رجال الاطفاء في غواتيمالا ماريو كروز لوكالة فراس برس امس الاول السبت ان حوالي 1400 شخص اعتبروا مفقودين في قريتي باناجاب وتزانشاج اللتين تبعدان 180 كلم غرب مدينة غواتيمالا، واللتين طمرتهما انزلاقات التربة الناجمة منذ يوم الاربعاء عن العاصفة الاستوائية ستان. وقد انزلقت الاوحال والحجارة من سفح بركان سان لوكاس ليل الثلاثاء الاربعاء على القريتين اللتين يبلغ عدد منازلهما 70. وقال المسؤول عن رجال الاطفاء «لا اعتقد ان هناك احياء». وذكر مصور لوكالة فرانس برس «حسب تقديراتنا، طمرت الاوحال 1400 شخص». واضاف «لم يبق شيء من المنازل». وعثر حتى الآن على جثث 70 شخصاً. وصباح السبت، تحدث الرئيس الغواتيمالي اوسكار بيرجيه عن مقتل 168 شخصاً في قرية باناجاب و40 في تزانشاج. وبلغ اجمالي الحصيلة الرسمية امس الاول السبت 508 قتلى في غواتيمالا. وقد تعلن قرية باناجاب مقبرة جماعية وفق طقوس المايا حيث فقد المنقذون الامل في استخراج بقايا ما يصل الى 1400 قتلوا في انهيار ارضي تسبب فيه الاعصار ستان.ووفقا لما قالته هيئة الاطفاء فان نحو 1400 شخص اختفوا ويعدون في عداد الاموات بينما قال مسؤول محلي يختص بوضع قوائم اسماء الموتى ان عدد القتلى من المرجح ان يكون نحو 1100. ونبش رجال الانقاذ بحثا عن جثث في المستنقع الاسود الذي فاحت منه رائحة كريهة وهم يشعرون بالاختناق من رائحة الموت ولكنهم قد يضطرون الى التوقف حيث ان قانون غواتيمالا يعطي مهلة 72 ساعة فقط لاستخراج الجثث لاسباب صحية. واستخرجت بالفعل عشرات الجثث ويحاول سكان المنطقة البحث عن هوية المفقودين والموتى ولكن السلطات قالت خوفا من بقاء الكثير من القتلى مدفونين تحت الحطام انها قد تتوقف عن البحث لتعلن ان القرية مقبرة جماعية. وقالت انا لويزا اولميدو وهي متحدثة باسم وكالة حماية المدنيين في غواتيمالا «نحن مهتمون اكثر بتوصيل الطعام الى من هم على قيد الحياة.» وجلست عشرات السيدات خلف حاجز من الحبال وهن يرتدين الزي التقليدي للقرية وهو القمصان البنفسجية الزاهية المليئة بالنقوش وكن ينتظرن ورود اخبار عن اقاربهن المفقودين. وجلس خوسيه تاكاكسنوي (28 عاما) في الوحل بالقرب من احد الخنادق التي تحفر في المستنقع وهو يمسك بصورة مهترئة لزوجة اخيه واطفالها الثلاثة. وقال وهو يختنق بالدموع «أخي رجل مبيعات متجول وكان مسافراً حينما وقع الامر والبقية ماتوا.» وفي القائمة التي يحملها والمسجل بها اسماء 11 من ابناء عمه المفقودين كانت هناك علامة على اسم واحد فقط للجثة الوحيدة التي عثر عليها منهم. وقد يؤدي عدد القتلى في باناجاب الى رفع التقديرات الاولية لعدد قتلى الاعصار ستان في غواتيمالا بمعدل ثلاثة امثال كما حصد الاعصار 67 من الانفس في السلفادور و20 في المكسيك وعشرة في نيكاراغوا واربعة في هندوراس. وغرقت مساحات كبيرة من الاراضي في امريكا الوسطى والمكسيك ووقعت انهيارات ارضية في عشرات القرى الجبلية بعد ايام من السيول. اما سكان ايلا سان سيباستيان وهي جزيرة صغيرة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للسلفادور والتي تحطمت منازلها بفعل رياح وامطار الاعصار ستان وعددهم نحو 300 فقد وصلت لهم المعونات في قوارب محملة بمعونات من برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة. وقال ديونيسيو تشافاريا وهو ينتظر بالقرب من احد اكواخ الشاطئ مع اطفاله التسعة «من الصعب التعامل مع اشياء لم تكن تتوقعها... ومع هطول الامطار وهياج البحر بجانبك... لا تملك شيئا الا ان تضع نفسك بين يدي الرب.»