الشعوب الإسلامية في كل مكان تنظر الى بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية بنظرة حب وتقدير وعاطفة دينية جياشة، فأينما تذهب تجد المسلمين متعطشين الى اخوانهم القادمين من بلاد الحرمين فكيف اذا كان هذا القادم طالب علم او شيخاً او داعية او عالماً او اماماً فتكون الفرحة بمقدمهم عارمة تستعصي على التصوير وتجل عن التعبير. وما ذلك الا لأنهم يعلمون علم اليقين ان المملكة العربية السعودية - حرسها الله - تدعو الى الاسلام على نور وبصيرة وهدى من الله، تستمد منهجها من الكتاب والسنة وتسير في ذلك على خطوات السلف الصالح، وهي تبتغي بذلك وجه الله ولاتقوم بذلك الا من منطلق الاحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقها. ولم تتبوأ المملكة تلك المكانة الا لصدقها مع ربها اولاً ثم مع نفسها وابنائها وعموم المسلمين ووقوفها مع المسلمين في كل مكان ودعم قضاياهم وقفة خالصة لوجه الله تعالى، فعندما يقدم الى اي بلاد من البلدان ضيف قادم من بلاد التوحيد يجد الحفاوة والتكريم والفرحة والسرور بمقدمه والترحيب من قبل الجميع وعلى كافة الاصعدة والمستويات وهذا واضح لايحتاج الى دليل مما يؤكد اهمية الزيارات لاسيما من ائمة الحرمين لما لها من اثر بالغ في نفوس المسلمين. ونذكر هنا ما جادت به قريحة احد ابناء اندونيسيا الشقيقة حسين محمد ابو بكر، عندما زار فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، امام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة بلادهم اندونيسيا حيث اهدى هذه الابيات لفضيلته قائلاً: اهدي هذه الابيات المتواضعة من اعماق قلبي حباً للمملكة ولفضيلته راجياً وآملاً ان يوفقني الله - جل وعلا - بالصلاة خلف فضيلته واستماع خطبته بالمسجد الحرام - انه سميع مجيب - وقد قال في قصيدته هذه الابيات المعنونة: (تحية لامام المسجد الحرام في ارخبيل الإسلام) جاكرتا عاصمة البلاد فخورة بقدومكم ياحامل القرآن ان المساجد للمشايخ اشرفت للزائرين اطايب العنوان ياحافظ الآيات جئت متوجاً في اندونيسيا ارحب الانسان يا ابن السديس وفي البلاد مواطن من بعد مكة اطهر الاوطان لك والشريم سلامنا ووفاؤنا بين الائمة صوتهم وجدان الاندونيسيون اكبر رغبة لسماع صوت مفعم الالحان البيت يبكي للامام فراقه والركن يشكو رؤية الحرمان ويحن منبرنا غياب خطيبه لزيارة الاخوان والخلان هذا الامام تذكرون لقاءه اكرم به وبمهبط القرآن وفي المقابل جادت قريحة ابن الوطن انتماء لوطنه ووفاء لعلمائها ومشايخها ودعاتها وأئمتها بأبيات جميلة، تعبر عن حرص طلبة العلم والدعاة والعلماء وائمة الحرمين على نشر الخير والدلالة عليه وتحملهم في سبيل ذلك المشاق والصعوبات من سفر وبُعد عن الوطن والاهل والخلان، حيث يقول الدكتور ابراهيم ابن ناصر الشقاري، عضو هيئة التدريس بمعهد العلوم العربية والإسلامية في جاكرتا التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، في قصيدته التي اهداها لفضيلة الشيخ السديس بمناسبة تلك الزيارة لاندونيسيا، التي هي بعنوان: (صوت الحق من جاكرتا) ياشيخ سدس ولا ارضى بتصغير بل انت واحد في علم وتدبير قالوا السديس ومن سدس قد اقتبست فصغروها مخاف الاعين العور ان الفضائل ست فيك قد جمعت علم وحلم وعقل واضح النور فيك التواضع والاحسان سادسها شجاعة كملت من دون تهوير لقد وقفت لاهل العلم امدحهم وما وقفت لأمال او دنانير لكن صوت امام الحق اوقفني ابدي الفضائل بيضاً دون تزوير ياكم قطعت لنشر الدين من جبل حتى وصلت لجاكرتا وبوقور علمت جاهلها ايقظت نائمها بلغت شرع الهدى من دون تقصير فاعمل وداوم حماك الله من علم فمشعل الخير في يمناك والنور