رغم الامكانات الكبيرة التي تتوفر في دول مجلس التعاون الخليجي والضخ المالي الكبير الذي تقدمه حكومات المجلس الا ان ماتقدمه المنتخبات الخليجية في دورة كأس الخليج ال22 المقامة حاليا بالرياض لايوازي هذا فالمستوى الفني الذي نشاهد مخيب للآمال فالكرة الخليجية التي كانت تتزعم القارة الآسيوية قبل عقدين من الزمن تراجعت كثيرا، وبات حضورها يتوقف عن الادوار الأولية في بطولات الأمم الآسيوية ان لم يكن في التصفيات التمهيدية. من دورة خليجية إلى أخرى والمستوى الفني في انحدار شديد؛ فالبطولات الخليجية التي كانت تظهر بمستويات فنية راقية وتقدم نجوما لامعة أصبحت دون المستوى فليس من المعقول ان المستويات التي نشاهدها تقدمها منتخبات لها باع طويل وتاريخ في كرة القدم، ولعل ماشدني كمتابع وناقد كروي لقاء منتخبي الكويت والعراق وماافرزه ذلك اللقاء من مستوى فني متدنٍ جدا غاب فيه الحماس والإثارة واللمحات الفنية الرائعة إذ شاهدنا بالعامية كرة طاخ طيخ ولعبا عشوائيا اجبرني على العوده للوراء قليلا حيث مواجهات المنتخبين في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية المثيرة في الأداء والحماس والتي شتان مابينها وبين لقاء الجمعة الماضي الذي لم يقدم نجوما كالسابقين المبدعين جاسم يعقوب وفتحي وحمد بوحمد وسعد الحوطي ومحبوب وفلاح حسن ورعد حمودي حسين سعيد عدنان درجال وبقية زملائهم والذين لم يدركوا عصر الاحتراف الحالي وإلا لحطموا ارقاما قياسية مالية والحال ينطبق على بقية المنتخبات التي تضم لاعبين تقدر عقودهم بالملايين. بطولات الخليج بالدعم الكبير الذي تجده من القادة يجب ان تكون عاملا مساعدا لتطوير الكرة الخليجية، ولكن مانشاهد حاليا يشير إلى اننا على موعد مع مزيد من الانحدار الفني مالم يكن للاتحادات الخليجية وقفة لدراسة هذا التراجع الخطير الذي تشهده الكرة الخليجية وهذا البطولة التي تصادق على التراجع فرصة كبيرة لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة فما يصرف على الكرة الخليجية، ومايتجده من دعم كفيل بان يضع كرتنا الخليجية في مكانها الطبيعي السيطرة على البطولات الآسيوية. اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج ال22 نجحت في انقاذ مايمكن انقاذه وفي زمن قياسي لايتجاوز أياما عدة ويسجل ذلك للمدير التنفيذي عادل البطي الذي استطاع بخبرته في إدارة الأحداث الرياضية الوصول بالبطولة من الناحية التنظيمية إلى بر الأمان.