أقل ما يمكن إطلاقه على نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد الذي جمع الشباب بالنصر في نهائي «طاخ طيخ»، فهو الوصف الطبيعي والمنطقي لهذا النهائي، الذي غابت عنه المتعة والإثارة، وأضاع المتابع للمباراة سواء في الملعب أم أمام الشاشة الفضية ساعتين من وقته، ليهدرهما في متابعة العك الكروي والعشوائية. كان المشهد العام قبل بدء اللقاء يوحي بأننا أمام نهائي يستحق الفرجة، لأن الجماهير وهي الأهم في مثل هذه المباريات كانت متفاعلة مع الحدث، خصوصاً جماهير «الشمس» التي أتت في الموعد، ولكن لاعبي النصر كانوا خارج الخدمة، وزاد من روعة الأجواء تلك المواكبة الفضائية الرائعة، والتمهيد الإعلامي القوي، وحسن التنظيم، ومع هذا غاب القطبان الكبيران «الهلال والاتحاد» عن النهائيات للمرة الأولى منذ خمس سنوات، فغابت المتعة وحضر اللعب النشاز. لا يمكن وصف المباراة بأنها سلبية فنياً وفقيرة في كل معطياتها، ولا يمكن الحديث عن لاعبي الفريقين، لأن كل لاعب لعب أسوأ مباراة له هذا الموسم، ولا يمكن مطالبة طرفي اللقاء النهائي بما هو أسوأ من هذا العرض الباهت، الذي جعلنا نأسف على إحضار طاقم تحكيم أوروبي، فمقاييس المباراة الفنية تحتاج إلى طاقم حكام من «مكاو»، ولا يهون حكم مباراة منتخبنا الوطني طيب الذكر السنغافوري، الذي تأتي مثل هذه المباريات في حدود إمكاناته. مثل هذه المباريات تحتاج إلى طاقم تحليل فني رفيع المستوى من الاتحاد الدولي، لرصد مجريات مباراة يمكن أن تكون ضمن مقاييس الأسوأ في كل شيء، لأن معظم التمريرات مقطوعة والتسديدات عشوائية، وهذا يمنحها لقباً رفيع المستوى في السلبية، حتى طريقة دهس الكرة بالقدم، فتكرر هذا المشهد مرات عدة، ليؤكد القيمة الفنية للأداء، ووصل الأمر إلى أخطاء في رمي «الآوت» من الطرفين، وحتى البدلاء كانوا في واد والمباراة في واد آخر، يعني الذي «ضايق صدره» يتذكر أي حلقة من حلقات «طاش ما طاش». ذهبت الكأس إلى عرين «الليث»، الذي لعب واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم، ولم يقدم المستوى المفترض من طاقمه الدولي، وشبانه الذين يتفوقون على مجموعة النصر، الذي ظهر عديم الحيلة، غير قادر على رسم جملة تكتيكية سليمة طوال المباراة، وإن تهيأت له فرص من حلاوة الروح ضاعت بسبب تكتيك «طاخ طيخ»، ولم يستفد النصر من عامل الإرهاق الذي أفقد الشباب نصف مستواه، بعد أن لعب أربع مباريات مهمة خلال فترة وجيزة، بينما تأثر النصر أيضاً من التوقف الممل، وهذا ثمن طبيعي لسوء برمجة مسابقاتنا من لجنةٍ ترتكب مزيداً من الأخطاء، وتتفنن في حرق بطولاتنا عياناً بياناً، بما فيها نهائي «الطاخ طيخ»، الذي أقيم ليلة سبت وهذا يكفي.