لعل التقلبات المناخية المفاجئة تختصر وقت الأطباء في هذه الأيام، فهي تسمح لهم بإعطاء المُراجع إيجازا واختزالا يقلصان من وقتهم مع المريض. فهم يُعطونه خُلاصة القول بدلا من الإطالة والإسهاب والاستفاضة. فقد يجد بعض الأطباء جملة مختصرة جدا "التقلبات المناخية". ولا يُجانبهم الصواب مع كثير من المراجعين رجالا ونساءً وأطفالا. ونعلم اليوم أن سبب معظم الأمراض يرجع لمزيج من العوامل الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة للعوامل البيولوجية: نقص التغذية، عدم وجود المسكن الصحي المناسب، فقدان النظافة في الأشخاص والبيئة، عدم وجود الماء النضيف، وضعف الوعي الصحي. ومسألة إرجاع الوعكات إلى الأنواء الجوية قديمة في ثقافة الجزيرة العربية بوجه عام. فعند الآباء هناك شيء اسمه " شربة "، واعتقد أنها نزلات موسمية تتوافق مع اخضرار عود الشجر، أي في الخريف وربما الربيع. وآخرون قالوا إن معناه أن المُصاب قد شرب ماءً باردا (لايزال الأمر متعلقا بالجو البارد) وسمعنا عن "نجم" وكان اسما يُطلق على كل وعكة تُصيب أحدا ولا يعرفون مسبباتها (وهذا أيضا له صلة بالفلك وتغيّر المناخ). وهذه الأسماء الشائعة لمسميات أمراض في منطقة نجد، أخذتها من بحث لغوي للدكتور أشرف البكليش، أستاذ اللغويات المشارك بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بالحوطة: * عصف: التواء المفصل الذي يربط ما بين القدم والساق. * لمخهْ أو زكمهْ: واسمها الحديث الإنفلونزا. * بَلَشْ : حكة تُصيب جلد الطفل. * لكمه ْ ك (لتسمه): جرح عميق ملتهب في اصبع القدم. * داحوس: انتفاخ يُصيب أحد جوانب إبهام اليد وفيه صديد. * إبالوجه: ميلان في الوجه نتيجة التعرض لهواء بارد. * الأخت: إصابة الطفل بحرارة وإسهال. وفي البحث سرد لأسماء أمراض قديمة. وأذكر انني رافقتُ رجلا من الأصحاب في لندن عند طبيب من أجل الترجمة فسالهُ الطبيب هل يتناول الفلفل مع وجباته. فقال: أقْطعْ بُهْ، وقصدهُ "آكل منه الكثير" - فلم أترجم حرفيتها لكنني قلتُ: Excessive أي: مُفرط. لمراسلة الكاتب: [email protected]