جرت خلال العام الماضي الانتخابات البلدية وحتى الآن ننتظر تشكيل تلك المجالس!. منذ عدة أعوام قرأت لمعالي وزير التعليم العالي بأن الانتخابات ستقر قريباً في مجال اختيار رؤساء الاقسام الاكاديمية والعمداء، وحتى الآن لا زال الوعد قريباً ولازالت قريباً، هذه، زمنٌ نجهله وحتى معالي وزير التعليم لم يعد يكرره! الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية السعودية هي الاخرى ركبت موجة التصاريح الواعدة باجراء الانتخابات لمجالس ادارات الاتحادات والاندية الرياضية، تمشياً مع موجة الديموقراطية والتزاماً بلوائح اللجان الاولمبية الدولية، تلك اللوائح التي (فسرناها بطريقتنا) وقفزنا فوقها عقوداً من الزمن. الاخبار الواردة من كواليس الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية السعودية، تشير الى انه لاتوجد استعدادات جدية في هذا الشأن، وبأن عذر تأجيل إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية جاهز ويتمثل في مشاركتنا بكأس العالم القادمة لكرة القدم. لاندري هل سيشارك اكثر من عشرين اتحاداً رياضياً وشبابياً بكأس العام لكرة القدم وهل تؤجل جميع الاتحادات العالمية انتخاباتها لاجل المشاركة في البطولات العالمية؟ ما أخشاه ان تربط تلك الانتخابات بتحقيقنا لكأس العالم، وليس بمشاركتنا بكأس العالم! هذه الانتخابات الموعودة والمتحقق بعضها يبدو انها ستتحول الى أسطوانة إعلامية صعبة المنال، او التحقق بشكل كامل. ألم تبارك القيادات الإدارية العليا فكرة الانتخابات تلك؟ بل وتنفذ ابرزها المتمثل في الانتخابات البلدية؟ لانطالب في هذه المرحلة، بأن يوضع صاحب التصريحات والمعني بتنفيذ تلك الانتخابات تحت مساءلة الانتخابات ذاتها، فلماذا هم يقدمون رجلاً ويؤخرون اخرى في هذا الشأن؟ هيئة الصحفيين السعوديين تبنت مبدأ الانتخابات، الغرفة التجارية تنتخب نصف مجالسها، الجمعيات والهيئات العلمية تنتخب جل اعضاء مجالس اداراتها، نحن نشارك عالمياً في جمعيات وهيئات دولية واقليمية تتبع اساليب الانتخاب في مناقشاتها واختياراتها، وبالتالي فثقافة الانتخاب آخذة في النمو والفهم من لدن شرائح كبيرة في المجتمع، فلم هي تتعثر لدى بعض الجهات فقط كالتعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب؟. الحوار الذي نتبناه رديف مكمل للانتخابات وبالتالي نحن نطرح التساؤلات كجزء من حريتنا وقدرتنا على الحوار وعلى نشر ثقافة الحوار التي تتطلب في ادنى مبادئها قدرتنا على التعبير وطرح الرأي ومن ثم التمكن من الانتخاب والاختيار.