كنتُ قادماً من خارج الوطن ليلة إعلان دخول شهر رمضان وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي من لحظة وصول الطائرة وحتى بوابة الخروج وهناك رأيت العجب فما أن وطئت قدمي الأرض إلا ويتسابق علي مجموعة من الرجال كل منهم يعرض ذات العرض (تاكسي يالأخو)..؟؟، على وين رايح..؟؟ فاستفسرت من أحدهم عن سيارته فأشار إلى سيارة (خاصة) تقف قريباً من البوابة قلتُ له (لكنها ليست تاكسي).. قال (ياابن الحلال نترزق الله)..!! تركته ومضيت إلى آخر ثم آخر فتكرر المشهد وبسبب إصراري على ألا أستخدم إلا وسيلة النقل النظامية اضطررت إلى السير مسافة طويلة فقابلني شاب سألته عن سيارته فأشار إلى سيارة (ليموزين) نظيفة ولامعة فسألني عن وجهتي وحين أخبرته طلب مبلغاً يعادل ضعف المبلغ المعتاد والمقرر من قبل وزارة النقل وحين رأى دهشتي قال (السوق متحرك زي ما أنت شايف، إن اعجبك وإلا انتظر أحد الباكستانيين يشيلك)..!! معقولة..؟! إلى هذا الحد وصلت فوضى النقل في مطار الملك خالد الدولي مدخل العاصمة الجوي الوحيد..؟؟ هل نحن في الرياض بالفعل..؟ أم في بلد متخلف لا يوجد به أي نوع من التنظيم..؟؟ انتظرت حسب نصيحة أخينا الشاب (الليموزيني) فترة طويلة ومعي غيري من المواطنين والوافدين إلى بلدنا وكان البعض ترافقه أسرته الذين أتعبهم الانتظار قررت حينها الذهاب إلى مكان وقوف سيارات الأجرة في صالة قدوم أخرى وتكررت الحكاية أيضاً هناك حتى قيّض الله سيارة أجرة يقودها سائق (وافد) أقلّني بنصف الأجرة التي طلبها صاحبنا الشاب (الليموزيني) ومع هذا أيضاً لم أسلم من العنت فقد كان السائق يسير بسرعة عالية رغم تحذيراتي له وطوال الطريق لم يكف عن الثرثرة والشكوى من طول ساعات العمل وقلة الدخل المتبقي وقد علمت أن هناك نظام (تمليك) السيارة من بعض الشركات للسائقين الأجانب المهم مبلغ ال (150) ريالاً آخر النهار..!! الآن.. يا وزارة النقل.. يا مرور الرياض هل تعرفون ما يدور في المطار..؟؟ وهل يعجبكم الوضع..؟؟ إذاً ماذا فعلتم ولماذا السكوت عن هذه التجاوزات الخطيرة..؟؟ في جميع أنحاء العالم لا يمكن قبول عمل السيارات الخاصة في النقل العام لخطورة ذلك على الأمن الشخصي للركاب وعلى أمن الوطن بشكل عام فكيف يتم ذلك في بلادنا..؟؟ شخصياً أكره المقارنة بين الوضع في بلادنا والوضع في بلدان مجاورة بدأت بعدنا بنصف قرن ثم تفوقت علينا اليوم، ولكن هذه هي الحال يا من نشكو له الحال.. يحكي الزميل سعد الحميدين معاناة أخرى حدثت له في الطائف المأنوس حين اضطر لاستخدام مركبة أشبه بالدباب أو ما يسميه البعض (موتوسيكل) وأكد أبونايف أن هذا النوع من التكاسي (رغم عدم صحة التسمية) منتشر بشكل كبير هناك ويعمل الجماعة في وضح النهار تحت نظر وسمع المرور حماه الله..!!