في سابقة تثير الكثير من التساؤلات، اقدمت مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتائب الفاروق عمر بن الخطاب في فلسطين»، الليلة الماضية على اختطاف ثلاثة من قياديي حركة حماس بينهم عميد كلية الهندسة في جامعة النجاح الذي افرجت عنه بعد بضعة ساعات. وفي حادثين مماثلين قام مجهولون باختطاف الشيخ حسن صافي رئيس كتلة الاصلاح المحسوبة على حماس في بيت لحم واقتادته الى جهة مجهول كما تم اختطاف باسم محمد حماد عبيدو من الخليل ولم يعرف مصيرهما حتى ظهر اليوم الجمعة. واعلنت المجموعة التي تظهر للمرة الاولى في الاراضي الفلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف كل من الدكتور رياض عبد الكريم عوض (الراس)عميد كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية وهو من طولكرم وباسم عبيدو من الخليل وحسن صافي من بيت لحم من قادة حركة حماس في الضفة الغربية. وقالت المجموعة ان اختطاف الثلاثة جاء ردا على ما اسمته «تجاوزات حركة حماس واستهتارها بالنظام والقانون ومهاجمتها لمقرات وعناصر الامن الفلسطيني» واوضحت ان عملية الاختطاف هو الرد الاول على تصرفات واستهتار حماس بالقانون الفلسطيني، محذرة الحركة من التمادي في غيها مطالبا اياها باتخاذ العبر لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني» حسب ما جاء في البيان. وقد تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا في القضية واصدر اوامره للعمل بكل السبل من اجل الافراج عن المخطوفين، حسب ما ذكر ل«الرياض» محافظ طولكرم العميد عز الدين الشريف الذي قال ان عباس اتصل به الليلة الماضية مرتين من اجل الافراج عن الدكتور الراس وقد اثمرت هذه الجهود واخلي سبيله عند نحو الساعة الواحدة فجرا. وقال الشريف: لم نهدأ منذ اختطاف هذا الرجل المعروف بسمعته ومكانته الرفيعة، حتى اخلي سبيله وقد استقبلته واستمعت منه لشرح حول ما جرى معه. ونقل عنه القول: ان مجموعة من الملثمين قليلي الكلام قامت باختطافه من منزله عند العاشرة ليلا، واحتجزته في احد المساجد ولم يتعرف على احد منهم. ويبدو ان الضغوط التي مورست على اعلى المستويات جعلتهم يفرجون عنهم خوفا من المساءلة. وروت زوجة الدكتور تفاصيل عملية الاختطاف بالقول: ان اربعة من المسلحين طلبوا من زوجها النزول الى الشارع للحديث معه وعندما رفض قاموا باطلاق النار في الهواء وهاجموا المنزل بينما كان زوجي يحاول الاتصال بالجيران والاقرباء الا انه لم يتمكن من ذلك بسبب اقتحام المسلحين المنزل في هذه الاثناء وقاموا بجره على الارض بينما حاولت زوجة وبنات الدكتور منع عملية الاختطاف». المحافظ الذي ندد بعملية الاختطاف نفى علمه بهوية الخاطفين وقال انها مجموعة تظهر لاول مرة، وقال انه تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث. وقد اصدر المحافظ بيانا قال فيه «اننا في محافظة طولكرم يجب ان لا نسمح لاحداث غزة ان تمتد الينا ولا بد من ايقاف مسلسل العنف الدامي حيث كان اخر الاحداث خطف د. رياض عوض.. وفي الوقت الذي نقف فيه جميعا ضد عمليات الخطف وعمليات العنف والتصفية فاننا ندعو شعبنا في هذه المحافظة الى نبذ الفرقة والعمل يدا واحدة على لحمة شعبنا نحو اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ». وقد قوبلت عملية الاختطاف هذه بردود فعل مستنكرة من قبل قطاعات فلسطينية واسعة، حيث وصفت حركة حماس على لسان الناطق باسمها مشير المصري قيام مجموعة وصفها ب «الموتورة» باختطاف بعض قادة الحركة بأنه «لعب بالنار». وقال المصري في تصريحات صحافية ان هذه العمليات تأتي في اطار حملة يقوم بها تيار وصفه ب «الاستئصالي» لجر الحركة الى حالة الانفلات الامني التي نأت الحركة بنفسها عن الوقوع فيها منذ بدء الانتفاضة على حد قوله. وحمل المصري المختطفين المسؤولية الكاملة عن حياة قادة المختطفين من الحركة. ووجه المصري باللائمة على السلطة حيال ما تتعرض له الحركة من استهداف تشارك فيه اجهزة السلطة ووسائلها الاعلامية كتلفزيون فلسطين والاذاعات المحلية وبعض كتاب المقالات، متسائلا عن حوادث متعددة وقعت لم يكن للحركة علاقة فيها كمقتل موسى عرفات وهشام مكي واختطاف مرافق مدير المخابرات في غزة امس. واكد المصري ان الحركة لن تقف مكتوفة الايدي اذا ما استمرت حالة الاستهداف ضد الحركة وعناصرها واضاف قائلا» كل الخيارات مفتوحة امام الحركة ولن نقبل بتضييع الانتصار العظيم الذي حققناه». واشار المصري الى ان استهداف الحركة يأتي بعد ما حققته من حضور جماهيري في الانتخابات البلدية وهو ما اثار حفيظة اطراف ترى الوطن حكرا لها على حد قوله. من جانبه استنكر قائد كتائب شهداء الاقصى في طولكرم علاقة الكتائب بالعملية نافيا علاقة الكتائب بهذه العملية كما اكد على ان كتائب شهداء الاقصى «تقف الى جانب الاخوة في حماس في وجه هذه الاعمال المشبوهة». كما استنكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الاحداث في طولكرم مؤكدة دعمها ومساندتها لحركة حماس. وعلى الصعيد نفسه دعت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة طولكرم الجميع في المدينة بالتريت والعقلانية في تصرفاتهم كما دعت الجميع الى عدم الانجرار وراء الشائعات واخذ الحيطة والحذر من اجل الحفاظ على الوحدة الوطنية. ولم يصدر عن وزارة الداخلية الفلسطينية أي بيان يشرح ملابسات الاختطاف وموقفها باعتبارها الجهة ذات الاختصاص المباشر. وعن ذلك قال محافظ طولكرم: ان وزير الداخلية دعا الجميع الى التحلي بضبط النفس وعدم الانجرار وراء المشاكل. وطالب الخاطفين بالافراج عنه. وقد تزامت عمليات الاختطاف في الضفة مع قيام مسلحين مجهولين باختطاف سامي عجور مدير حراسات اللواء طارق ابو رجب المدير العام للمخابرات الفلسطينية. ووقع الحادث في شارع الوحدة في مدينة غزة حيث اعترض مسلحون سيارة عجور واطلقوا النار عليه واصابوه في ساقيه قبل ان ينقلوه الى جهة مجهولة. يذكر ان اللواء طارق ابو رجب تعرض لمحاولة اغتيال العام الماضي قتل فيها اثنان من مساعديه. من جهة ثانية اطلق مسلحون مجهولون النار على منزل ابو يوسف القوقا احد قادة لجان المقاومة الشعبية في مخيم الشاطئ بغزة.واكدت اللجان ان القوقا دخل منزله قبل دقائق من اطلاق النار الذي تم بواسطة اسلحة رشاشة من قبل مسلحين يستقلون سيارة لاذت بالفرار سريعا. وفي وقت لاحق اعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية ان اجهزتها تمكنت من ضبط احدى السيارات التي شاركت في حادثة اختطاف ضابط المخابرات الفلسطينية سامي عجور بغزة. وقالت الوزارة في بيان لها ان أجهزة الأمن الفلسطينية تمكنت من ضبط إحدى السيارات التي شاركت في حادث إطلاق النار، واختطاف الضابط عجور وقد وجد بداخل السيارة أسلحة مختلفة، قنابل يدوية وحزام ناسف وجهاز تليفون لاسلكي إلى جانب بعض الأوراق الثبوتية، ولا زال التحقيق جار للكشف عن الأشخاص والجهة التي تقف وراء هذا الحادث الإجرامي. واوضحت الوزارة ان الضابط سامي عجور أُدخل إلى المستشفى وهو بحالة متوسطة ويخضع للعلاج جراء الإصابات التي تعرض لها. وتوعدت بأنها لن تتهاون في ملاحقة كل من له علاقة بهذا الحادث وتقديمه للعدالة لينال العقاب المناسب بقوة القانون.