الإشكال ليس في المرأة بل في ثقافة المجتمع، لابد من تلك الجملة كمنطلق نتفق عليه لأستطيع إكمال موضوعي، لأنني اشعر بالشفقة على فتياتنا كثيرا. سألت مجموعة من طالباتي عن احداث التحرش والاعتداء على بعض الفتيات مع تصويرها واعلانها في تحد صارخ لنا جميعا. السؤال كان لماذا الفتاة السعودية ضعيفة في الدفاع عن نفسها اثناء تلك الحوادث او على الاقل الابلاغ عن تلك التحرشات الجنسية الصارخة. اكدن اولا انهن يجدن صعوبة بداية في الاعتراف بذلك انهن يخشين الجميع بدءا بالاسرة وانتهاء بكل مؤسسات المجتمع بما فيها المؤسسة الامنية التي ايضا تعتقد ان الفتاة قامت بسلوك خاطئ دفع الشاب للتحرش بها، اما الاسرة فانها سوف تغلق الابواب على تلك الفتاة وتمنعها من الخروج وقد يصل الامر لحرمانها حتى من التعليم لان شرف البنت لا يحتمل الانتظار او التفكير. تؤكد بعض الفتيات انهن احيانا يتعرضن لتحرشات من شباب صغار في السن إلى حد كبير بل ان بعض هؤلاء الصغار يقف عند باب المدرسة او الجامعة ويقوم بتصوير الفتيات المحتشمات ومن ثم الحاق صورته البهية بالفيلم ومن ثم توزيعة بين رفاقة مؤكدا بطولته في ذلك التصرف الاحمق. الاكيد انني لااعمم تلك السلوكيات على جميع شبابنا بل ان هناك الاكثرية تستحق الاحترام والاهتمام بفضل الله ولكن اتساءل لماذا مع كل هذا التقدم المادي لم يغير المجتمع من مفاهيمه تجاه ابعاد السلوكيات الاجتماعية وفلسفة تحميل المرأة الخطأ وان كانت بريئة فعلا، أي بريئة من السلوك المشارك وبريئة من اثارة اسباب ذلك السلوك غير السوي... الاشكال ان تلك السلوكيات السيئة محددة الجغرافية في مدينة الرياض أي معروف الطرقات (الشوارع) التي يتم فيها ايذاء النساء خاصة نهاية الاسبوع حيث يمتطي هؤلاء الشباب سياراتهم او يستاجرون بديلاً لها افخم او للتموية على المرور وبعد ذلك يبدأ مسلسل ايذاء نساء المسلمين دون سبب واضح سوى الفراغ وضحالة العقل وضحالة الضمير وعدم الخوف من العقاب. اعتقد ان الحد من تلك السلوكيات امر في يد الاجهزة الامنية التي عليها تكثيف حملاتها وتطهير تلك المواقع من تلك الشواذ كما طهرت البطحاء من المتخلفين ...ولاداعي للتاخير....لان الحال مكشوف وواضح فقط ينتظر تدخل الجهات المختصة قبل فوات الاوان وقبل ان يتطور السلوك إلى ماهو اسوأ بسبب التراخي غير المبرر تجاه تلك المجموعات الشبابية المتسكعة في بعض طرقات شمال الرياض حفاظا على امن المدينة، وكرامة نسائها وايضا رجالها، فليس من العدل ان نعرف مواقع الخطأ ونتركها دون علاج خاصة وان رائحة تلك الشوارع وصلت لكافة الانوف فليس من المنطق ان لاتكون وصلت لانوف الاجهزة الامنية خاصة وانها باتت اكثر طولا هذه الايام زادها الله قوة ونجاحاً...والارهاب ليس فقط شاب يفجر جسده بل ايضا شاب يتحرش بنسائنا واطفالنا. اليس كذلك؟!. حتى ذلك الحين انقل سؤالاً طرحته طالباتي .إن اردن الإبلاغ من هي جهة الاختصاص وكم رقمها...؟؟