أقصر الطرق إلى الثروة ليس سوق الأسهم كما يشاع، وإنما «فتح» دكان فضائية - تسمى أحيانا «قناة» فضائية - لبث الرسائل السمجة بين ضعاف العقول مقابل مبلغ يصب في حساب الدكان الفضائية! والمبلغ المتضاعف يأتي من المكالمات التي تتزاحم على أبواب تلك الدكاكين على مدى أربع وعشرين ساعة متواصلة. وعلى ذمة صحيفة خليجية محترمة، هي صحيفة البيان الإماراتية، فإن هذا النوع الرخيص من الفضائيات يحصل على دخل أسطوري من بث الرسائل والأغاني الهابطة. وقد قامت جمعية توعية ورعاية الأحداث في دولة الإمارات العربية المتحدة بإجراء دراسة، فكانت نتائج الدراسة مذهلة!. الحسبة - بالتحديد - هي كالآتي: ٭ عشرون مليون درهم شهرياً معدل العائد المالي الذي تحصل عليه القناة الواحدة.. وقد يزيد في بعض الحالات! ٭ يوجد حالياً ما يزيد على ثلاثين قناة من هذا النوع! ٭ تبث هذه القنوات حوالي نصف مليون رسالة يومياً!! ٭ يصل معدل الرسائل التي تتلقاها كل محطة ثلاثاً وثلاثين ألف رسالة في الساعة الواحدة!!. هذه المداخيل المالية المذهلة تجعل التكسب في سوق الأسهم مضيعة للوقت.وإذا علمنا أن هذه الدكاكين الفضائية لا تحتاج إلى شبكة مراسلين ولا طواقم لإعداد البرامج ولا مذيعين أو مذيعيات ولا تجهيزات فنية معقدة فإننا نستطيع أن نستنتج أن «فتح» دكان من هذا النوع ليس بالعمل الصعب سواء من الناحية المالية أو الفنية.. ويمكن لأي مجموعة صغيرة من المتكسبين أن تقيم العديد من الدكاكين الفضائية المتخصصة في هذا النوع من ال «بزنس» المربح!. يعني، لا يحتاج الإنسان إلى أن يصدع رأسه بأوجاع سوق الأسهم الذي تتأرجح أسعار أسهمه صعوداً ونزولاً كل يوم.. ولا يحتاج أن يفكر بمشروعات تجارية معرضة للخسارة في سوقنا المكتظ بالمتاجر التي يملكها مواطنون حاذقون لفن التجارة، فضلاً عن تلك التي تملكها وتديرها وتحصد أرباحها عمالة وافدة يتستر عليها مواطن يكتفي بالفتات الشهري الذي يسلمه له العامل الوافد في الخفاء!. هذه الدكاكين الفضائية أصبحت تجارة تسيل اللعاب.. لعاب المستثمرين أصحاب المال وليس فقط لعاب المراهقين الذين يتسمرون - بالساعات - أمام شاشات التلفزيون!!. لقد أصبحت هذه الفضائيات تجارة مربحة.. لكنها، بلا شك، تجارة خائبة في حسابات الأخلاق والدين حتى وإن كانت تدر الملايين.. فما فائدة الملايين حين تكون الخسارة المعنوية بهذه الفداحة المؤلمة؟!.