رحم الله شهداءنا الابرار، شهداء الواجب والحق، في الدالوة-الاحساء - بدأ فصل جديد من الوعي والتيقظ على قرع طبول الحرب التي اعتدناها واعتدنا التصدي لها، الحرب وليس الارهاب ما نحن بصدده، هي مخططات خارجية تم وضعها بعناية فائقة بصيغة الحرب المعلنة، لا يمكن بأبسط ادوات التحليل ان ننظر الى ما حصل انه طارئ عابر فردي التغذية والتوجيه وإن كان فردي التنفيذ، ابداً هذه هي السخافة التحليلية ان اعتبرنا انه مجرد عمل فردي سببه بضع قنوات فضائية منحرفة او بعض شيوخ تحدثوا بالخاص امام العامة، هذه المبررات ليست الا شماعات نريد ان نعلق عليها إخفاقنا في تحمل المسؤولية. الامر ليس مجرد حادث فردي بل برنامج تم وضعه، هنالك من يعمل ويخطط من اجل القضاء علينا، ولست بصدد التفنن في اللعب بأوراق نظرية المؤامرة، وحديثي اليوم ليس عن الجهات التي تريد إدخالنا في دوامة صراعات وموجات عدم استقرار، ويبقى، أيا كانت الجهات، سلاحنا بعد توفيق الله ورعايته هو ما نملكه من وعي وما نعمل من اجله من تقوية وحدتنا ولحمتنا الداخلية دون البحث عن شماعات نعلق عليها اخطاءنا ونبرر من خلالها تقاعسنا وكسلنا وصمتنا. أليست هذه عبارات ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حين استشرف هذه الحرب التي تحاك باسم الوطن والمواطن؟ الدولة لا تحتاج الى من يقوم بالعمل نيابة عنها لكنها تحتاج الى مجتمع واع يستشرف المستقبل ويساهم بإيجابية في صنع الحدث والتصدي له حين يكون خطرا قبل وقوعه، كثيرة هي المقالات والتحليلات والتغريدات التي تناولت الحدث، لكني أسال اين كنا قبل وقوع الجريمة؟ ماذا ساهمنا في التصدي لها قبل حدوثها؟ ماذا كانت مشاركتنا في التوعية وشد لحمة الصف الداخلي؟ جميل ان توقظنا طبول الحرب حين تقرع لكن كم هي بشعة تلك الصحوة التي لا تأتي الا بمنظر الدم والطفلة نورة تبحث في عيني الأمير محمد بن نايف عن ابيها، ومحمد بن نايف يقبل يد ابن الشهيد وفي عينيه دموع من حزن وتحد. كم هي المبادرات والحملات التي أطلقت كحملة وطننا امانة التي عملنا صبحا ومساء ونحن نصرخ بأعلى الصوت أن هلموا اليها، كم طرقنا ابوابهم ليساهموا ويمدوا يد الوطنية، وكم تهنا وضعنا بين موعد مؤجل ومجلس ادارة غائب، وبين صد ورد وابتسامات صفراء في القلوب، كأنها اصبحت موضة ولعبة القط والفار، وحين تسفك الدماء بغير حق نهرول الى الشماعات ننفض الغبار عنها ونبدأ بالتعليق عليها كسلنا وصمتنا.. سألتكم اليست هذه تحذيرات قائدنا لعلماء الامة؟! لا يوجد طائفية في وطننا وكل من يقول ان هنالك طائفية نقول له عد الى كسلك وصمتك، لو اننا نهتم او نبادر ونساهم اكثر في التوعية ونشر الروح الوطنية وتنمية الانتماء وعملنا على تقديم المطعوم الوطني المناسب لما غسلت عقول مجرمي الدالوة ومن يسير اسفا على خطاهم. اقول لكم باسم الوطن بكل ذرة من ترابه، هذا وطننا الذي سكننا قبل ان نسكنه، هذا المركب الذي يسير بنا كلنا فإما نصل معا واما نغرق جميعنا، القنبلة حين تسقط لا تختار بين الرؤوس، ولنعلم ان الشماعة الحقيقية التي يجب ان نعلق عليها الاخطاء هي في داخلنا واسمها كسل وصمت.