أظن أن وصف التعاقد مع المدرب الإسباني كانيدا قبل انطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد بالقرار الحكيم، ثم الاحتفال بإقالته واعتباره قرارا حكيما أيضا يدخل ضمن التطبيل الذي لا يليق بالناقد؛ كما أن إعادة الأورغواني خورخي داسيلفا وهو الذي لم يكن يستحق الإقالة موسم 2009 2010 بعد أن قدم في الدور الثاني من الدوري عملا مميزا وهزم كل الفرق المنافسة بما فيها بطل دوري ذلك العام معوضا إخفاقات البداية ليحصل على ثالث الدوري وثالث كأس الملك رغم ضعف مستوى الأجانب تؤكد إعادته أن القرار باستبداله بالإيطالي زينغا لم يكن صحيحا، طالبت في هذه الزاوية باستمرار داسيلفا خصوصا وأن بداياته الضعيفة مستوى ونتائج لها مبرراتها في ظل تأخر التعاقد معه بعد اعتذار الأرجنتيني باوزا، وعدم اختياره للمباريات الودية في المعسكر الخارجي، وكذلك عدم اختياره للعناصر الأجنبية فضلا عن الافتقاد للنجوم المؤثرة، ورغم ذلك كان الدور الثاني من ذلك الموسم والنتائج المميزة شاهدة على تفوق الأورغواني؛ بل إن اختيار سبعة لاعبين نصراويين للمنتخب في نهاية عمله إحدى أهم علامات نجاحه. كان النصر يتطور؛ لم أنسَ حديثه ل"دنيا الرياضة" حين قال: "أعمل على أن يفكر اللاعب النصراوي بمرمى المنافس أكثر من التفكير بالدفاع عن مرماه"، لكن هناك من يحكم على عمله عبر تحقيقه بطولة من عدمها فقط، بلغ "الأصفر" مرحلة متقدمة في النهج الهجومي مع ديسلفا عوضت المشاكل الدفاعية التي لم يتمكن من علاجها خلال فترة إشرافه القصيرة، ومع ذلك وضع بصمة لا تنسى، يعود الأورغواني اليوم لقيادة فريق يحافظ على لقبي الدوري والكأس، وينافس للفوز بدوري أبطال آسيا خلاف ما كان يطمح إليه هو ومن سبقوه من محاولات بأدوات ضعيفة لاستعادة بريق "الأصفر"، وإعادته منافسا متواجدا في منصات التتويج. رحل كانيدا وفريقه يعتلي صدارة الترتيب، بخسارة وحيدة خارج الأرض من المنافس الأهلي، لم يكن عمله سيئا بالدرجة التي يراها كثيرون، لو تعاون معه اللاعبون ربما شاهدنا مستويات أفضل وروحا قتالية أعلى؛ أما النتائج فقد حقق الانتصار في كل المباريات باستثناء واحدة لا يمكن أن تكون سببا في الإقالة، ويبقى القرار الإداري بتغيير الجهاز الفني وهو المتصدر بجدارة دالاًّ على سقف الطموح العالي للنصراويين، ورغبتهم في أن يتبع النتائج المميزة أداء ممتعا اعتادت الجماهير الرياضية أن تشاهده عليه؛ فمع ديسلفا وكارينو ظل النصر طرفا في المباريات الأكثر إثارة، إدارة الأمير فيصل بن تركي بقرارها الأخير قدمت مستقبل (العالمي) في دوري أبطال آسيا واستغلت فرصة التوقف للانشغال بكأس الخليج العربي لإحداث تغيير يقلل من سلبياته معرفة المدرب العائد بالعناصر التي يشرف عليها، وبالمنافسة في الدوري. مع كانيدا ورغم فتور علاقته مع اللاعبين أظن أن النصر كان سيبقى أكثر المرشحين لتحقيق لقب الدوري، بالنظر لمدى ما يمتلكه من جهة، ولواقع حال المنافسين من جهة أخرى، المهم اليوم أن يتعاون اللاعبون مع مدربهم المحبوب المطالب بالتركيز على النواحي الدفاعية، فما قدمه سابقا يؤكد أننا سنرى نصرا هجوميا يليق ببطل الدوري.