اصبح الاعلام الفضائي عبر العديد من القنوات والبرامج الرياضية يصنع التعصب ويغذيه ويؤجج الجماهير ويساهم في كرهها لبعض ومناكفاتها عبر أكثر من جهة، الإعلام عبر بعض الاعلاميين والمحللين المتعصبين بدلًا من ان يهدئ الجماهير ويأخذ بأيديها ويقودها للمثالية والروح الرياضية والطريق الصحيح أصبح بدلا من ان يهدئ الجماهير ويقضي على التعصب، بات يصنعه ويرسخه في أذهان الجماهير من خلال النفخ في العديد من المواضيع المصطنعة احيانا وتضخيمها وهي لاتستحق هذا الاهتمام والتضخيم. الايام الماضية قبل وبعد النهائي الآسيوي الذي جمع الهلال وسيدني الاسترالي وانتهى بخسارة الهلال للحلم الآسيوي، حدثت العديد من الامور، وتناول الإعلام الفضائي مواضيع عديدة تخص الهلال وغيره من الاحداث الساخنة المصاحبة، وللأسف فإن الطرح شطح بعيدا عن الرياضة، وقفز لما هو أبعد من كرة القدم، ودخل على الخط لاعبون جدد تمثلوا في شخصيات اجتماعية ودينية لها اسمها وحضورها لدى اطياف المجتمع كافة. لم يكن التعصب والنفخ فيه فقط على مواقع التواصل والصحف، بل وصلنا للفضاء وبشكل علني وتحد سافر للذين يمثلون هذا التوجه بين معسكرات الاندية واختلاف الوانها، واصبح من لايتفق معهم هو خارج منظومتهم الرياضة الخاصة بفكرهم التي يريدون الجميع يتبعون سياستها وإلا حكموا عليهم بأنهم غير فاهمين ولايجيدون قراءة الواقع الرياضي الحالي الذي يتصارعون عليه مع من يختلفون معهم ويسبحون عكس تيارهم!! النهائي الآسيوي كشف العديد من الأقنعة وفضح الكثير من الاسماء التي بينت حقيقتها وهنا لا أريد أن أتحدث عن اشخاص حتى لانسير بنفس الاتجاه الذي ننادي بنبذه وتخليص إعلامنا منه ومن ويلاته التي أضرت بجماهيرنا وزادت من حدة التوتر والاحتقان فيما بينهم. ليس معنى عدم التعصب ان تتمنى خسارة ناد وتطلق للسانك العنان بكلام لايقوله حتى منافسوك، فما بالك عندما يكون الحديث عن مناسبة تهم الوطن وناد سعودي ولا اقصد هنا الهلال بل أي فريق يمثل رياضتنا كان ذلك عبر كرة القدم او الطائرة او اليد او السلة؟، بكل صراحة حان الوقت لأن تتدخل وزارة الثقافة والإعلام لوضع حد لهذه المهاترات التي يضحك فيها علينا ممن يتابعون هذه الفضائيات التي تبث الحقد وتزيد من التعصب، وترفع من وتيرة التوتر بآراء بعيدة عن واقعنا الرياضي الذي تعودنا عليه. يخطئ المتعبون في تفكيرهم إذا ظنوا بان مايطرحونه على الملأ لايستطيع غيرهم قوله وتناوله، فالطرح يجب ان يكون واقيا ويثري الرياضة ويفيد المتلقي، لا أن يسكب الزيت فوق النار، فالإعلام يعد اخطر الاسلحة إن لم يتم التعامل معها بشكل عقلاني ومراعاة مختلف المتابعين للبرامج الرياضية الذين هم يمثلون شريحة كبيرة من فئة الصغار والشباب والسؤال هل يعي هؤلاء خطورة مايطرحونه من آراء متشنجة باتجاه التعصب!!