جماهيرية عالية في معرض الشارقة الدولي للكتاب. الأيام الأربعة الأولى شهدت اكتظاظاً غير مسبوق، مجتازة النصف مليون زائر من مختلف الأعمار والجنسيات والاهتمامات التي شهدتها الدورة ال33، من المعرض الذي ضم العديد من الفعاليات الثقافية والأسرية والإعلامية والترفيهية. وهو الرقم المرجح للصعود متجاوزاً دورة العام الماضي والتي شهدت بكاملها توافد قرابة المليون زائر. الكتاب إذن، يحتضن الحياة في قاعات وردهات (اكسبو) الشارقة؛ المعرض الدولي الذي تتوجه إليه الأنظار وهو يحيي خلال أيام المعرض 870 فعالية، مستقطباً زواراً من مختلف المدن الإماراتية، دون أن ننسى موقع الشارقة اللصيق بمدينة دبي الكونية. الدورة ال33، التي تستمر حتى 15 نوفمر، تشهد أيضاً مشاركة وتواجد كواكب من نجوم الأدب العالمي، بدأت مع الأديب الانجليزي دان بران صاحبة رواية (شيفرة دافنشي)، مروراً بنجوم الفن كعادل إمام والإعلام كعمرو أديب والإعلامي المصري القدير حمدي قنديل الذي التقى جمهور المعرض في جناح مؤسسة بحر الثقافة، التي ترأسها الشيخة روضة بنت محمَّد بن خالد آل نهيان. أمسية صاحب البرنامج التلفزيوني (قلم رصاص)، جاءت حميمية وهي تحتضن الإعلامي المصري الذي بدأت الكتابة الصحافية منذ زمن الملك فاروق وعمل في التلفزيون المصري مع افتتاحه عام 1960، حيث وجه قنديل ما فضل أن يسميه وصايا إعلامية للشباب المقبل على العمل الصحافي بكل أشكاله، مضمناً وصاياه جرعة أخلاقية عالية، مضادة لواقع الحياة الإعلامية العربية المتدهور. منتقداً برامج "التوكشو" المصرية تحديداً ومتعجباً: " بأي حق ينصب هذا الشخص أو ذاك نفسه وصياً وإعلامياً يطلق الأحكام في هذه القضية أو تلك". مضيفا: " لقد تحولوا إلى زعماء في حين ليس لهم الحق في الكثير مما يقولونه". داعياً الجمهور إلى الإقلاع عن مشاهدة برامج "التوكشو". ومشيراً إلى دراسة مصرية أجريت في مصر أخيراً وأكدت أن 41% من الجمهور التلفزيوني أقلع عن مشاهدة التلفزيون. معلقاً بمنتهى الهدوء الذي تتسم بها لغته الحوارية الممزوجة بالسخرية: " أفضل أن أنهي يومي على مشاهدة فيلم أبيض وأسود، من أفلام قناة روتانا كلاسيك على أن أشاهد إعلاماً كله (اسود في اسود)". مؤكداً في إجابة عن سؤال ل"الرياض" حول أسباب تشكل طبقة كبيرة من الصحافيين بلا رأي، هم فقط نقلة أخبار وليس لهم القدرة حتى على كتابة مقال، مقارنة بالصحافة التي انتمى لها حمدي قنديل، علق الإعلامي المصري بالقول: " الصحفي يبدو محترماً عندما تكون المهنة محترمة؛ الجمهور العام لا يحترم الإعلام اليوم، لكن لا يجب أن نوقع اللوم على الإعلاميين فهم ضحايا لكنهم أيضاً فاعلون أساسيون". وكان قنديل تحدث خلال الأمسية عن العديد من النصائح الإعلامية والتي افتتحها قائلاً: " لا تعملوا في إعلام إلا إذا كنتم تحبونه". مؤكداً أن سبب تميز الإعلامي ليس الصدفة وإنما حب العمل الصحافي. مشدداً على ضرورة أن يقرأ الصحافي كل شيء أمامه وأن لا يقلل من أهمية قراءة الأخبار من كل المصادر كي يشكل رؤيته الخاصة. محذراً في المقابل من وضع اللغة العربية، وهشاشة الكتابة والأخطاء اللغوية القاتلة، معلناً " اللغة العربية تنهار على يد الصحافيين". كما أوصى قنديل الصحافيين بالتدريب والتطوير المستمر لأن الإعلام في تطور، داعياً الصحافيين إلى الخروج من الاستديوهات الضيقة والمكاتب الصغيرة والذهاب لتتعرف على قصصهم الإخبارية حية، لا أن يكتفوا بما يصلهم من تقارير المراسلين. ومن تجربته المديدة في الإعلام التلفزويني، دعا إلى عدم خلط بين الإعلام والإعلان، مشيراً إلى أن هذين المجالين مغايران ومختلفان ولا يمكن الخلط فيهما " لأنه بلا شك سيؤثر على الآخر". كما دعا حمدي قنديل إلى عدم انخراط الإعلامي في أي حزب سياسي، كي يحافظ على مهنيته ومصادره الإعلامية من مختلف الأطراف، متذكراً، " مع قناعتي بجمال عبد الناصر إلا أني في زمنه لم اشترك في أي عمل سياسي أو حزبي إلا بعد أن أوقفت عن العمل الإعلامي عام 2010، بعد القضية الوحيدة التي رفعها ضدي وزير خارجية مصر الأسبق حمدي أبو الغيظ والتي انتهت بمجيء التصالح بعد ثورة يناير 2011، ثم دخلت في العمل السياسي. الجدير بالذكر أن حمدي قنديل وقّع في معرض الشارقة الدولي للكتاب كتاباً تضمن وصاياه الإعلامية مع سيرته الإنسانية والمهنية الكبيرة.