أسدل الستار على الدورة الثانية والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب السبت المنصرم مودعًا ضيوفه وزواره وعشاق الكلمة المقروءة.. وحقق المعرض نجاحًا لافتًا وأرقامًا مبهرة، حيث استقبل أكثر من 885 ألف زائر من داخل دولة الإمارات ومن خارجها، منهم نحو 150 ألف طالب وطالبة، على مدار 11 يومًا بين السادس والسادس عشر من نوفمبر الجاري، في حين استقبل العام الماضي نحو 600 ألف زائر، منهم نحو 80 ألف طالب وطالبة. واحتضن المعرض 1010 دور نشر إماراتية وعربيَّة وأجنبية، حملت معها عناوين عديدة ومتنوعة، وصلت إلى أكثر من 400 ألف عنوان، واستمتع زوار وجمهور المعرض بمتابعة أكثر من 500 فعالية متنوعة، ضمن البرنامج الثقافي والفكري المصاحب للمعرض، الذي تنوع بين ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية، وحقق المعرض نتائج قياسية على صعيد الزوار والضيوف والمبيعات، فضلاً عن المشاركة المتميزة في فعاليات المعرض وبرامجه الثقافية والفكرية، والحضور الإعلامي الكبير الذي شمل صحفًا ومجلات وقنوات تلفزيونية عربيَّة وأجنبية، واستأثر اليوم ما قبل الأخير من المعرض بالعدد الأكبر من الزوار الذي بلغ 150 ألف زائر، في تأكيد على النجاح المتزايد للمعرض من دورة إلى أخرى، وتمكنه من ترسيخ القراءة في نفوس وعقول الزوار، على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم. وأعرب أحمد بن ركاض العامري، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، عن سعادته الغامرة بالنتائج التي حققها المعرض، مشيرًا إلى أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، واهتمام سموه الشخصي والمباشر، كان له الأثر الأكبر في هذا الإنجاز، وأضاف: «المعرض يجسِّد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، بأن تصبح القراءة وسيلة لبناء الإنسان ثقافيًّا ومعرفيًّا وحضاريًا، وأن تظل الشارقة منارة للثقافة العربيَّة والعالميَّة، الجادة والراسخة. منارة ثقافية يشكل معرض الشارقة الدولي للكتاب منارة ثقافية تشع من دولة الإمارات والمنطقة، بفضل الدعم اللا محدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، لكي يبدو المعرض بأبهى صورة. وأكَّد أحمد العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أن الدورة الحالية كانت متميزة في جميع برامجها وفعالياتها المصاحبة، لاسيما البرنامج المهني الذي يُعدُّ أحد أهم برامج المعرض، وقد حصل في دورتيه الأولى والثانية على إشادات دوليَّة واسعة. وأضاف: يهدف المعرض إلى مد جسور التواصل الحضاري مع أنحاء العالم كافة، والتقارب بين الثقافات، والاجتماع على حب الكلمة المقروءة تحت سقف واحد، كما ينقل إلى العالم ثقافتنا الأصيلة والمعاصرة الغنية، ليثبت أنها ما زالت مؤهلة وجديرة بالبقاء في ضوء التحديثات المختلفة التي تفرضها ظروف التغير والتجديد العالميين. وتابع: حرصت إدارة المعرض على تنظيم برنامج ثقافي متميز، وغني بالأفكار والطروحات والنقاشات الفكرية المختلفة، ويدعمه في ذلك مشاركة شخصيات مرموقة في عالم الفكر والفن والثقافة، ولا شكَّ أن برامج هذا العام شكَّلت إضافة نوعية لمسيرة المعرض، ونموًّا لافتًا لمستوى الفعاليات المصاحبة له، وعاملاً مهمًا من عوامل رفد الثقافة الإماراتية. وتابع: «يشكل المعرض ملتقىً ثقافيًّا كبيرًا، يجمع القراء بالمؤلِّفين والمفكرين والناشرين والإعلاميين، ويقدم مجموعة كبيرة من الفعاليات المتنوعة التي تخاطب مختلف شرائح المجتمع، وتشبع شغفهم بالكلمة المقروءة». برنامج ثقافي وفكري ثري شهدت دورة عام 2013، من المعرض، تنظيم أكثر من 500 فعالية ثقافية وفكرية وشعرية، لاقت تفاعلاً كبيرًا من الزوار، حيث تناولت هذه الفعاليات موضوعات شتَّى أثرت معارف الحضور، وجعلتهم أكثر قربًا من الثقافة بمجالاتها المختلفة، ومن ذلك القضايا المتعلّقة بالرواية والمسرح والشعر والسينما، والتعريف بعدد من الكتاب العرب والأجانب الذين نالت أعمالهم جوائز مرموقة، إلى جانب الأمسيات الشعرية، وفعاليات الأطفال التي تجاوزت 200 فعالية، كان أبرزها مشاركة مسرح الحكواتي من فلسطين، وورشة العلوم من كوريا، وعروض مسرحية من الكويت، وكذلك عروض يومية لمجموعة من أفلام الأطفال.