كيف حضر الأمير مقرن بن عبدالعزيز للمرة الثانية في قلب المجتمع السعودي ؟! كيف استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- صناعة هذا الحضور الجديد للأمير مقرن في أوساط المجتمع بكل تلقائية وبكل دقة وبكل اقتدار وبكل محبة حملتها لنا صور التعبير الصادقة التي تعايش معها أبناء الوطن وشاهدها الجميع في كل دول العالم من خلال كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة !! الإجابة على هذا السؤال إجابة كبيرة وطويلة.. ولكنها إجابة تحمل لغزاً لايعرف أسراره وحلوله إلا أبناء هذا الوطن وحدهم فقط.. إجابة تعكس في مضامينها جزءاً يسيراً من الخصال الحميدة الخالدة لكل أبناء المجتمع السعودي.. إجابة لايعي أبعادها وأسسها العميقة إلا من تربى على أرض هذا الوطن الغالي، وشرب من ماء آبارها وأكل من ثمار نخيلها ونعم بأمنها وباستقرارها خلال هذه السنوات الطويلة.. سنوات بدأت من تاريخ توحيد هذه المملكة !! ولا زالت ولله الحمد وستستمر بإذن الله في رعايته. إن حضور مقرن بن عبدالعزيز اليوم وبالمهمة الجديدة والمستقبلية كان وتم من خلال خصوصية حكم سعودية لايدرك حقيقتها إلا من مشى على رمال هذه البلاد وتنقل بين وديانها وصحاريها وشعابها، من بحرها شرقاً إلى بحرها غرباً ومن شمالها إلى جنوبها.. خصوصية غرس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بذرتها الأولى في قصر المصمك، فنمت وترعرعت شجرة التوحيد المباركه التي ظللت أغصانها المباركة كافة أرجاء هذه المملكة لتحمل ثمرات الخير والرخاء والبناء والإعمار.. خصوصية حكم سعودية بدأت ولا زالت وستبقى -إن شاء الله- تستظل بكتاب الله وسنة المصطفى محمد بن عبدالله في كل شؤونها !! في هذا الكون يسير التاريخ.. وتستمر الحياة وتتواصل المتغيرات وتتوالى الأحداث في كل دول العالم.. دول بعد دول.. جيل بعد جيل.. تموت أجيال.. وتعيش أجيال.. وتتوالد أجيال.. عشرات السنين بل مئات السنوات تتعاقب وتمضي هذه الحياة عامرة.. ليل بعده نهار ونهار بعده ليل حتى يرث الله الأرض ومن عليها. في ظل هذا التدبير الإلهي تبقى فئة من الدول وتبقى قلة من الحكام ويبقى عدد من القادة وتبقى بعض الشعوب في ذاكرة التاريخ.. بقاءً شامخاً من خلال الأفعال الوطنية الصادقة والمواقف الخالدة والانجازات المشهودة التي تحفظ وحدة الأمة وكياناتها التنموية وتواصل تطورها في شتى المجالات !! من هذا قامت المملكة العربية والسعودية واستمرت- بحفظ الله- دولة مختلفة.. ولأنها مختلفة ستبقى -إن شاء الله- دولة عامرة بالإسلام فريدة بحكامها وبشعبها وبكل مقوماتها الدينية والحضارية والتاريخية والعمرانية والثقافية.. ستبقى المملكة العربية السعودية -إن شاء الله- دولة عاش قادتها وشعبها خادمين للحرمين الشريفين ملكاً بعد ملك.. وجيلاً بعد جيل.. وسيبقى شرف خدمة المقدسات الإسلامية في هذا الوطن أمانة وعهد ملك وشعب ما بقيت الحياة !! إن مارآه العالم بأسره من خلال فعاليات تنصيب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد خلال هذا الأسبوع إنما هو تشريع إسلامي مثالي يؤكد خصوصية هذه الدولة في إدارة شؤونها للإعداد وللتهيئة لإدارة الحكم في هذا الوطن في المستقبل، وهي خصوصية بنيت أسسها على شريعة الله وسنة نبيه أولاً ثم على مبادئ إسلامية اجتماعية وتاريخية في ظل علاقة مثالية بين الحاكم والمحكوم، تمثل ولاء وبيعة وعهداً قدمها كل أجيال وطننا جيلاً بعد جيل لكل ملوك هذه البلاد، علاقة أساسها الاحترام والتقدير، علاقة هدفها الأول ومقصدها الأسمى المحافظة على وحدة هذا الوطن ومصلحة شعبه والدفاع عن كل مكوناته ومكتسباته.. خصوصية سعودية راسخة حاول الآخرون بشتى السبل خلال سنوات طويلة فك رموزها من أجل التأثير فيها والإخلال بوحدة واستقرار هذه البلاد ولكنهم جميعاً فشلوا !! وأدركوا أن هذه الخصوصية أكبر من كل محاولاتهم بل وتزداد قوة عاماً بعد عام.. وتتماسك جيلاً بعد جيل. حفظ الله هذا الوطن في ظل قيادته وطناً مسلماً عربياً شامخاً فخوراً بشريعته وبقيادته وبكل مقوماته.. وأدام عليه نعمة الرخاء والأمن والاستقرار.. وهنيئاً لولي ولي العهد الجديد بثقة خادم الحرمين الشريفين وثقة ولي العهد وثقة كافة أبناء هذا الوطن على هذا الاختيار وعلى هذا الإجماع وعلى هذه البيعة في هذه المسؤولية الإسلامية الوطنية ليواصل هذا الوطن مسيرته إلى العلياء دوماً إن شاء الله !!