مدخل للشاعر سعد براك العازمي: ما يصنع الشِّعر والإعلام رجلٍ نبيل لاصارت أخلاقه أصغر من نجوميّته تختلف أخلاق الشعراء.. فمنهم من يتعامل بأسلوب طيّب وراقٍ، وبأخلاق حسنة تشدّ الناس، فلا غرابة أن يكسب الودّ، ويحظى بالاهتمام من قبل الجمهور.. وهذا ينم على مدى الاهتمام بالجانب الإنساني الراقي الذي يتمتع به كل من يتصف بالأخلاق الحسنة.. لكن الطامة الكبرى أن البعض الآخر عكس ذلك تماماً فعند مجالات التعامل معه تنقصه اللباقة والأخلاق، وتكثر مشكلاته من أتفه الأسباب، مما يجعل الحليم حيران، ويندم أشد الندم على تبادل النقاش معه، وتتأسف على حاله، وما صابه من مرض الغرور.. ويصبح إنساناً غير مرغوب فيه، ويبتعد عنه الكثير، ومن التعامل معه. والتجارب والمواقف التي تحدث كثيرة.. ومن خلالها نعرف مزايا الأخلاق، وفوائدها في المجتمع، وكما يُقال: (كلما خالطت الناس؛ ستزداد يقيناً بأن الأخلاق مثل الأرزاق؛ قسمة من الله؛ فيها الغني؛ وفيها الفقير).. لذا فإن غرس القيم النبيلة، والأخلاق الأصيلة في وجدان الأبناء من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الآباء.. فالأخلاق ليست مجرد مجاملة أو ملاطفة.. إنما صفات أصيلة ،وعادات نبيلة، ومكارم فاضلة، وسماحة في كل الأحوال؛ وتفرّق بين المعدن الطيّب من الرديء، فهي أدب وحياء، ونبل ووفاء، ونقاء وصفاء وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر العربي عنترة بن شداد: أَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقةِ ماجدٌ لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها وبطبيعة الحال فإن الشعراء يختلفون في أخلاقهم فمنهم مَن يتمتع بطيب الأخلاق، وما أمرنا به ديننا الحنيف أولاً، ولذا يجد نفسه مقبولا لدى الجميع، ويحظى باستلطاف الناس له.. فالأخلاق وحسن التعامل يجب أن تكون قبل الشِّعر؛ فهي من المبادئ الكريمة، والسجايا الأصيلة، ونحمد الله أنه يوجد الكثير من شعرائنا ذوي الأخلاق الطيّبة، والتعامل الحسن، والذين جمعوا بين الإبداع والأخلاق الفاضلة في الحقيقة هم كثر.. ولهذا أصبحوا قادرين على الاستمرار والتربع فوق القمّة، ويتمتعون بالذكر الحسن الذي يُعتبر (عمراً ثانياً للإنسان).. ولاشك أن درجات الكمال من المستحيل أن يحصل عليها الشعراء، ولكن يجب أن يكون منهجنا منهج الشرع والسنة الذي يحرص على تهذيب الإنسان، ورفع شأنه، ويحثنا دائماً على التحلّي بمكارم الأخلاق التي تقودنا للاحترام المتبادل فيما بيننا، وتُعزز من هيبتنا، والثقة في أنفسنا.. ولا ننسى أن الاحترام يجب أن يكون لمن يستحق الاحترام. قبل النهاية للشاعر حزمي بن سعد السبيعي: من ينكرون الجمايل لا يهمونك وردود الأفعال منهم لا تغاربها حتى لو أعطيتهم وحده من عيونك قالوا هذي عينه اللي ما يشوفبها