بقي الأداء العام للبورصات العربية دون مستوى التوقعات التي تسود أوساط المتعاملين والمتابعين مثل هذا الوقت من السنة، حيث تحمل نتائج الأداء في نهاية الربع الثالث مؤشرات عن طبيعة ومستوى الإغلاق مع نهاية العام والذي يسهل معه تقدير تلك النتائج، الأمر الذي يمكن الكثير من حملة الأسهم من اتخاذ قرارات البيع أو الشراء أو الاحتفاظ بالأسهم على المدى القصير أو المتوسط، وكان واضحا دخول الأسهم القيادية على خط التباين والتذبذب المسجل والتي كان لها دور في تعميق التراجعات نتيجة تعرضها لموجات جني أرباح عميقة. وحسب تحليل أجراه الدكتور أحمد مفيد السامرائي رئيس مجموعة صحارى فقد أظهرت جلسات التداول صعوبة في الارتداد والتماسك نتيجة عدم استقرار مستويات السيولة المتداولة وعدم توفر معلومات دقيقة عن طبيعة ونوع التأثيرات الإيجابية والسلبية المؤثرة على البورصات في الوقت الحالي، في ظل حالة الاختلاط بين كافة المؤثرات الداخلية والخارجية، وبالتالي فإن مؤشرات أسواق الأسهم تعكس حالة التداخل الكلية للمؤثرات الداخلية والخارجية دون أن ينعكس ذلك إيجابا على الإغلاقات اليومية على الرغم من توالي إعلانات النتائج. وقال السامرائي إن مستوى التأثير الإيجابي لمؤشر السيولة تراجع في ظل حالة التداخل المسجلة على الرغم من تسجيل موجات شراء قوية خلال بعض الجلسات حيث لم تفلح السيولة المتداولة من منح الأسواق المزيد من التماسك والارتداد، الأمر الذي يعكس انخفاضا واضحا على قرارات الشراء الاستثماري لصالح التداولات السريعة، وسجل مؤشر السيولة الأسبوعي لدى السوق السعودي انخفاضا ملموسا ليصل إلى 7.2 مليارات ريال كمتوسط أسبوعي مقابل 8.6 مليارات خلال تداولات الأسبوع قبل الماضي، وسجل مؤشر السيولة لدى بورصة الكويت انخفاضا ملموسا ليصل المتوسط الأسبوعي إلى 15.5 مليون دينار مقارنة بمتوسط 20 مليون دينار خلال الأسبوع قبل الماضي، في المقابل فقد سجل مؤشر السيولة لدى بورصة قطر ارتفاعا ملموسا ليصل إلى 758 مليون ريال مقارنة بمتوسط 575 مليون ريال خلال الأسبوع قبل الماضي، واتخذ مؤشر السيولة الاتجاه نفسه لدى بورصة مسقط ليصل إلى 10.5 ملايين ريال مقارنة بمتوسط 8.2 خلال الأسبوع قبل الماضي، مع التأكيد على أن كافة مسارات السيولة لم تنعكس إيجابا على الأداء اليومي للبورصات من منظور تحليل أساسيات السوق واتجاهاته. وأوضح السامرائي أن ارتفاع نطاقات التذبذب على قيم مؤشر السيولة وتسجيل غالبية الأسهم المتداولة لمسارات ارتفاع وهبوط جماعي بين جلسة وأخرى لدى غالبية البورصات كان لها تأثير سلبي ومباشر على الإغلاق الأسبوعي للبورصات، ويعكس أيضا عدم وصول المتعاملين لدى البورصات إلى اتخاذ قرارات نهائية في البيع والشراء أو الاحتفاظ بالأسهم من كافة الفئات، في حين تشير هذه المعطيات إلى استمرار التأثيرات غير المباشرة على الاستثمارات الحالية لدى البورصات وذلك مع عدم توفر مؤثرات مالية واقتصادية عامة تشمل كافة القطاعات، وبالتالي فإن مسارات التداول المسجلة خلال جلسات تداول الأسبوع الماضي لا زالت تعكس تساوي الفرص الاستثمارية المتوفرة لدى الأسواق من وجهة نظر المتعاملين من كافة الفئات، وبالتالي لا يوجد سهم استثماري وسهم مضاربة وسهم تداول على المدى المتوسط فكل الأسهم المتداولة قابلة للتحريك ضمن كافة الخيارات المتاحة، الأمر الذي انعكس سلبا على أداء البورصات وجودة الأصول الاستثمارية المتداولة. وبيّن السامرائي أن البورصة السعودية تراجعت خلال تعاملات الأسبوع الماضي وسط تراجع مؤشرات السيولة والأحجام، حيث ارتفع مؤشر السوق العام بواقع 130.41 نقطة أو ما نسبته 1.28% ليقفل عند مستوى 10034.92 نقطة، وانخفضت قيم وأحجام التداولات، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 1.1 مليون سهم بقيمة 35.8 مليار ريال نفذت من خلال 611.3 ألف صفقة. وسجل سعر سهم التأمين العربية أعلى نسبة ارتفاع بواقع 28.39% وصولا إلى 22.93 ريالا، تلاه سهم الخضري بنسبة 10.88% وصولا إلى 73.09 ريالا، في المقابل سجل سعر سهم دلة الصحية أعلى نسبة تراجع بواقع 11.33% وصولا إلى 128.87 ريالا، تلاه سهم الصحراء بنسبة 8.83% وصولا إلى 20.33 ريالا، واحتل سهم الإنماء المركز الأول بحجم التداولات بواقع 112.6 مليون سهم وصولا إلى 23.86 ريالا، تلاه سهم زين السعودية بواقع 102.1 مليون سهم وصولا إلى 9.82 ريالات، واحتل سهم الإنماء المركز الأول بقيم التداولات بواقع 2.7 مليار ريال، تلاه سهم سابك بواقع 2.6 مليار ريال وصولا إلى 110.90 ريالات.