كانت دولة المغول (التتار) حديثة التأسيس ولكنها اجتاحت العالم حتى وصلت العالم الاسلامي فاجتاحته بكل سهولة لأن العرب كان في اعتقادهم ان المغول شعب لا يقهر فتمخض هذا الفكر كل شعوب العالم العربي حتى اصبح شيئا واقعيا مسلما به من الجميع رغم ما يمتلكونه من كثرة وقوة ولكن الاعتقاد غلب على كل شيء فكانت النتيجة الهزيمة والفرار من المغول. ولكن عندما امتلكوا الشجاعة والعزيمة والاصرار والايمان بالهدف هزموا المغول وانجلى ذكرهم الى الابد وكانهم فص ملح وذاب. هذا ما يفعله الذين يصفون الفريق الاسترالي بانه لا يقهر ويحاولون زرع الخوف وتحطيم المعنويات وهز الثقة في النفوس كما زرعها ابن الطوسي في نفوس العرب. بالمعطيات والنتائج والروح والعزيمة والاصرار فالهلال هو المرشح ويملك شخصية البطل والقادر على الحسم ويعلم جيداً ان ابواب المجد على اعتاب هذا الفريق الذي تأسس عام 2012م على انقاذ فريق اخر وهذا ليس غريباً فكرة القدم في استراليا ليست صاحبة الشعبية الاولى فمن الطبيعي حداثة تأسيس الاندية والشيء المهم جداً أن القوة والتفوق لا تقاس بحداثة التأسيس او قِدمه بل على اساس رسم الاهداف المعينة والخطط المرسومة وفق إطار معين واستراتيجية مدروسة ودعم فكري احترافي ومادي ومعنوي. وسترن سيدني اذا نظرنا لنتائجه نجد انه أخرج بطل اليابان وبطل اسيا في النسخة الماضية جوانزوا واخيراً بطل كوريا ولديه عوامل كثيرة جعلته يتفوق على هذه الاندية التي تنتمي الى شركات تتاثر بالعوامل السياسية... إلخ في العالم وبالتالي تتأثر مادياً. الفريق الاسترالي فريق 'تكتيكي' يجمع بين الطريقة الانجليزية والاسلوب الالماني ويسهل فرض الاسلوب الهلالي عليه ورسم الخطة الكفيلة بالخروج بنتيجة ايجابية. فالهلال يملك نجوما قادرة بالتكتيك والتكنيك المهاري التفوق على هذا الفريق الذي لديه عدة نقاط ضعف من السهل استغلالها واستثمارها باسهل الطرق لانه ينتهج اسلوبا واحدا وطريقة واضحة من السهل على نجوم الهلال اكتشافها والاستفادة منها بعون الله بالمهارة والسرعة والارتداد والعزيمة والاصرار والروح العالية مع احترام الخصم وعدم الغرور واللامبالاة. - إلى المدرب انت الذي تقوم بالاشياء الفنية وتوازن فيما بينها حسب ماتراه وتحلل وتضع الفرضيات والخطط الرئيسية والبديلة وتتخذ القرارات ولا تحتاج الى مغامرة او مجازفة. - الى اللاعبين انتم الجنود الذين تقومون بمرحلة التنفيذ كالجنود بالمعركة يلزم استراتيجية محددة التنفيذ بكل دقة والتزامات معينة للوصول الى الاهداف وضرورة امتلاك الشجاعة الكافية لتجاوز العقبات التي قد تعترض تحقيق الهدف. فهناك عدوان أساسيان اثناء عملية التنفيذ هما: الخوف وضعف الثقة. فيجب على كل لاعب ان يمتلك شعور القدرة على التنفيذ وبذلك يستفز شجاعته الكامنة ويقضي على الشك والتردد. - مفاتيح الفوز - الاستعانة بالله عز وجل، الصراحة والرغبة، الخطة، تحديد الدوافع، التعامل مع الافتقادات، استخدام الجهد وتوزيع الطاقة، الحكمة والذكاء والمكر الكروي والعقل الاحترافي، عدم الاستسلام للضربة الأولى فكرة القدم تلعب على جزئيات معقدة ومجنونة. - الى الادارة الهلالية لقد تعلمتم من التجارب السابقة ان افضل طريقة لمواجهة الضغوطات هي تدعيم الداخل واصلاح الذات، والتعلم من الاخطاء حتى يأتي الفوز وبلوغ الهدف وهذا يحتاج الى تحد، فكلما ازداد التحدي ازداد حجم الخطأ والفشل ولا نستطيع التنحي عن هذا التحدي، فالهلال يمر بتحد كبير مع نفسه حتى ينال مبتغاه. فالفرص لا تاتيك ولا تنتظرك وقد لا تعود اليك مرة اخرى وتبقى ما بقي من عمرك تبحث عنها في حسرة وألم وندم. يقول سقراط (ليس العاطل من لا يؤدي عملاً فقط العاطل من يؤدي عملاً في وسعه أن يؤدي افضل منه). - الى الجمهور الهلالي ان قيمة التحدي تعظم حينما يحاول الزعيم بشكل مستمر وألا ييأس أبداً من الفشل خلال محاولاته المستمرة للنجاح، وكلما استمر الزعيم في تحدي الصعاب ارتفعت قيمة وحلاوة الانجاز المراد الوصول إليه. فالعظماء غالباً ما يحفرون لانفسهم المكانة اللائقة بالتغلب على اي صعوبة تواجه تحقيق اهدافهم وقبول التحدي. فالهلال في تحد مستمر مع جميع حالاته لبلوغ الاهداف فلابد من اقتحام الصعوبات واثبات الذات والكشف عن قوة الارادة مهما كلف من جهد ووقت تجعل كل هلالي يشعر بالفخر والاعتزاز انه ينتمي لهذا الصرح الشامخ والكيان الكبير والامة الزرقاء العظيمة.