منذ سنين خلت ونحن نستعين بالحكم الاجنبي لقيادة المباريات الجماهيرية للأندية الاربعة الكبار مضافا اليها بعض المباريات الدورية الأخرى، التي تدخل في اطار الاهمية والحساسية، ولايخلو موسم من المواسم من الاستعانة بالصافرة الاجنبية في ظل الشكوى الملحة من تواضع الحكم الوطني السعودي ومساهمة البعض منهم في تغيير نتائج بعض المباريات بسبب الضغوطات المتعددة التي يتعرض لها الحكام من الجماهير والاداريين ورؤساء الاندية التي تساهم في ارتكابهم لعدد من الاخطاء التي تتسبب في تغيير نتائج المباريات، ومضت سنوات طويلة دون ان نري حكامنا الوطنيين يديرون المباريات النهائية الحاسمة في عدد من النهائيات لعدد من المسابقات والتي تعتبر هي حصاد الموسم الكروي والتتويج الاكبر لجهود الحكام مع نهاية مسابقات الموسم ولكن حكامنا السعوديين محرومون من هذا الشرف بأمر من رؤساء الاندية الذين يتكفلون بكل نفقات الحكام ومصاريفهم من اجل الخروج من المباريات بأقل الاخطاء وإن كانت الاخطاء جزءاً من اللعبة. وبما ان الثقة باتت مفقودة في الحكم السعودي، بالدرجة التي جعلته بعيدا عن المشاركة في مباريات الحصاد، وبما ان المباريات الجماهيرية هي الأخرى تسند ادارتها للحكام الاجانب، بينما تسند المباريات الهامشية للحكام السعوديين، وطالما ان الحكم الاجنبي بات قاسما مشتركا في معظم مباريات الموسم، فلماذا لايعمل اتحاد الكرة علي انتداب عشرة حكام اجانب من بينهم اربعة مساعدين ليقيموا بيننا بصورة متواصلة طوال الموسم، اقامة اجبارية لكي يشاركوا في ادارة مباريات الموسم بصورة مستمرة دون الحاجة الي الاستعانة بالحكم الاجنبي من مباراة الى اخري. اعتقد ان هذا الحل هو الامثل والاكثر ايجابية، شريطة ان يكون الحكام الاجانب المختارين للبقاء بيننا من فئة الحكام "السوبر ستار"، وليس حكام الدرجة الثالثة والثانية، من الذين وفدوا الينا في مرات كثيرة وكانوا لايختلفون كثيرا عن حكامنا المحليين، إذ ارتكبوا عددا من الاخطاء القاتلة، التي جيرت بعض النقاط لمن لا يستحقها، فبقاء الحكام الاجانب، وتواجدهم المستمر بالدوري هي فرصة متاحة امام حكامنا للتعلم منهم والاستفادة من خبراتهم طالما هم متواجدون ومقيمون معنا، وهل الاتحاد السعودي لكرة القدم سيدرس هذا الخيار بكل تمعن وشفافية، وبالتأكيد سيساهم في استقرار الجوانب التحكيمية في المسابقات السعودية بمختلف مسمياتها.