بصراحة لم يكن باستطاعة أي ناقد رياضي أو غيره أن يشخِّص واقعنا الرياضي ويصفه بالأسوأ لو لم يكن الجميع على حق واضح، فقد وصفنا رياضتنا بصفة عامة بعد ما شاهدنا وشاهد العالم جميعاً المستوى السيئ والمخجل الذي كان عليه المنتخب الأول والذي عكس بكل وضوح ما وصلت إليه رياضتنا من سوء، وقد ذهب من ذهب من الإخوة ووضع اللوم والمستوى على المدرب وإمكانياته وتخبطه وعدم استقراره على مجموعة معينة مثل أي مدرب آخر في العالم. ولكن لا يمكن لأي منصف أن يضع كل شيء على المدرب، فهناك مؤشرات أخرى تدل على تدهور الوضع بصفة عامة. ولقد أثبتت اللقاءات التي أقيمت بعد بطولة كأس آسيا ما سبق ذكره. شاهدوا مباراة الاتحاد والهلال الأحد الماضي وكيف كان مستواها الهزيل والضعيف وكيف كان مستوى اللاعبين بدون استثناء.. انظروا إلى مباراة الشباب والحزم وكأنها مباراة حواري. هذا هو واقع الرياضة وكرة القدم لدينا مستمرة في الانحدار وذاهبة إلى عالم المجهول، وسيستمر الوضع إن لم يذهب للأسوأ ولن تتعدل الأمور ما لم يتم الاستعانة بالكوادر الشابة التي تملك الفكر وثقافة التغيير، فلدينا من يريد التطوير وإستراتيجية بعيدة المدى ولكن هل يتم منحهم الفرصة؟ وإذا لم يتم فسيستمر الوضع في تراجع وندخل في عالم المجهول. ألم أقل لكم إنه احتراف وهمي؟! عكس ما حدث يوم الأحد الماضي في ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة عشوائية العمل وفضح من يتغنى بالاحترافية الوهمية. فأهم مقومات دوري المحترفين هو تسويق تذاكر المباراة والتأكد من أن كل شخص يحمل تذكرة باسمه وتحديد المقعد وبوابة الدخول كما هو في جميع الدول التي لديها دوري محترفين حقيقي وليس (وهمياً). تصوروا أن شخصاً اشترى في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة (1000) تذكرة بمبلغ عشرين ألف ريال دفعة واحدة وقام ببيعها على ثمانين ريالاً وربح ستين ألف ريال والضحية هو المشجع لأنه لا يوجد نظام، وإذا كان موجوداً فهو لا يعمل به. الكل شاهد ما حصل من فوضى عارمة في دخول الجماهير وكيف استطاع البعض الدخول بطريقة غير نظامية. نعم ندرك أن الملعب وإمكانياته الضعيفة لا توازي أهمية المباراة وحساسيتها ولكن المشكلة تكمن في عدم تطبيق النظام الذي يوجد في أجندة الاحتراف. ولا يمكن أن يكون لدينا عمل احترافي سواء في الرياضة أو غيرها ما لم يتم العمل حسب الأنظمة المعمول بها عالمياً وقارياً. فهل يتم العمل باحترافية وتطبيق الأنظمة؟ أين التعاقدات الشتوية؟ أتصور، بل أجزم أن جميع رؤساء الأندية قد رسبوا ولم يستطيعوا إقناع جماهير أنديتهم بما سبق أن وعدوا به من تجديد لدماء فرقهم وضم لاعبين مميزين، فلا النصر استطاع استبدال أجانبه الفاشلين سوى رازفان وإحضار المطوع الذي أعتقد أنه سيتميز، أما استمرار البقية فهو مؤشر لاستمرار الضياع لمزيد من البطولات وبخاصة المشاركة الآسيوية. وحتى نادي الاتحاد فقد وعد بتغيير أجانبه حتى آخر لحظة وإحضار لاعب برازيلي بدلاً من (زيايه) إلا أن جميع الوعود قد فشل تحقيقها. وحتى الهلال لا أعتقد أن المحترف المصري سيكون خير بديل عن اللاعب (نيفيز) وستكشف الأيام ما أقول.. والأهلي ينطبق عليه نفس الموال فما زالت جماهيره تتساءل عن عدم الاهتمام واستقطاب مدافع على مستوى عال بعد التفريط بوليد عبد ربه ومحمد عيد والاكتفاء بعدد من المهاجمين.. أما نادي الشباب فقد أعاد اللاعب القضية (حسن كيتا) غير المحبوب لدى الشارع الرياضي بعد حركته المشينة غير الأخلاقية، ولكن ما زال لديه مشكلة في منطقة الارتكاز ووسط الملعب وخصوصاً في ظل تواضع أبناء عطيف والإصابات المتكررة لكماتشو.. كل ما سبق طرحه مؤشر على أن المستوى العام سيستمر في التراجع والضحية في الأخير المستوى العام لدوري زين والكرة السعودية على حد سواء. نقاط للتأمل لا أجد تفسيراً مقنعاً لقيام المدير التنفيذي لدوري المحترفين ورئيس لجنة التسويق والمالية بالهيئة بعرض تجربة هيئة دوري المحترفين في عمان (مسقط) وهي لم تنجح أو تقنع من خلال ما قدمته لدينا. ما زلت مصراً على أن الاحتراف لدينا على الورق فقط، أما الواقع فعكس ذلك تماماً والمسؤولية تقع على الأندية أولاً! لا أجد تفسيراً أو مبرراً لقيام مدرب النصر بإنزال اللاعب (سعد الحارثي) في مباراة القادسية والنتيجة 5-1، فهل هو تكملة عدد أم محاولة لتطفيش اللاعب؟! أم إشعاره بعدم أهميته نظراً لمستواه الهابط؟! أم رغبة المدير الذي عاد للجلوس بعد رحيل المدرب (زنجا) والذي لم يكن يستمع له ويحقق ما يريد. الله أعلم. (وافق شنٌ طبقة) هذا المثل ينطبق تماماً على أبو كشكول والجاهل اللذين أصبحا لزقة لدى رئيس النادي النموذجي الذي لا يرغب في وجودهم ولكن هي ضريبة المجاملة. بعدما كان لا يخرج من منزله المشرف السابق للعالمي أصبح أبو كشكول يمر مرور الكرام كل ثلاثة أيام بعد ما أخذت رجله على قصر الرئيس السابق للفريق الغربي ولرئيس النادي النموذجي بحثاً عن مصالح مالية. كيف نتغنى بالاحترافية والهيئة لم تستطع تحديد أماكن الفرق وتحديد مكان صاحب الأرض وأفضليته متى ما كان هو راعي اللقاء. غداً يلتقي النصر والشباب في ظروف متشابهة وغياب بعض اللاعبين لظروف مختلفة، فهل نشاهد مباراة راقية تنسينا على الأقل المستوى المتواضع الذي ظهرت عليه المباريات السابقة. غداً يعود الطلبة إلى كراسي الدراسة، فبالتوفيق للجميع ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.