في الجزء الثاني من حواره مع "دنيا الرياضة" يؤكد وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح بن ناصر على أن الرياضة السعودية ستحتاج إلى سنوات طويلة لتصل إلى الاحتراف الكامل متى ما سارت على الوتيرة التي تسير عليها الآن. وقارن بين نظام الاحتراف لدينا ونظيره في اوروبا كما أكد على أن لجنة الاحتراف وانظمتها معرضة للخطأ، كما رد على الاتهامات التي تواجه اللجنة، وأشار إلى ان اللاعب السعودي لا يساعد نفسه في إشارة إلى عدم احترافه خارجياً، وتحدث ابن ناصر عن جوانب النقص في ملف الدوخي باسهاب. كل ذلك ستقرؤونه في السطور التالية: *متى نستطيع أن نفاخر بأن لدينا احترافاً حقيقياً؟ .. أريد مدة زمنية محددة أو حتى تقريبية !! -صعب جداً تحديد وقت زمني في مثل الظروف الحالية وهي ظروف مماثلة لما تعانيه معظم الدول العربية. الاحتراف يحتاج إلى وقت طويل جداً. الاحتراف ليس مجرد لائحة تعد اليوم وتطبق غدا، ولا أبالغ إذا قلت بأننا نحتاج إلى ما لا يقل عن 30 سنة إذا استمرت الظروف واستمررنا نحن بالعمل وفق الطريق الحالية فالاحتراف لدينا بدأ منذ 16 سنة وبناء على الطريقة التي نسير عليها لم يتغير شيء كثير فحتى الآن ما زال العمل غير احترافي في الأندية وغير احترافي لدى اللاعبين، ومع ذلك فإن مثل تلك الأمور لا تعد غريبة، وهناك أمثلة عدة تثبت أن ما يحدث لدينا قد يكون أمرا طبيعيا فحينما بدأت انجلترا الاحتراف سنة 1880م لم تصدر اللائحة الأولى للاحتراف إلا بعد 28 سنة تطبيقه كتجربة وفوق ذلك في ايطاليا وفرنسا لم يطبق الاحتراف إلا في عامي 1963 و 1964 بعد أن ظلوا ولفترة يراقبون التجربة البريطانية، والسبب في ذلك كله يعود إلى أن تطبيق نظام متكامل مثل نظام الاحتراف يحتاج إلى وقت. *ولماذا نعيد التجربة بدلاً من البدء من حيث انتهى الآخرون ؟ -الاحتراف نهج وفكر وثقافة. يا عزيزي نحن ومنذ 16 عاما ننادي بتطبيق التدريبات الصباحية، لأن اللاعب المحترف من المفترض أن يكون متفرغا للكرة. يحضر التدريبات في وقتها ويأخذ تعاليم المدرب وإدارة النادي على محمل الجد وينام في وقت مبكر ويبتعد عن العادات السلبية والسيئة في كل صورها حتى في الجلوس الخاطئ والتسلية السلبية. وكل ذلك لا يتحقق إلا بالتزام اللاعب ذاتياً ومن نفسه فالمدرب أو الإداري لا يستطيع أن يتابع اللاعب في منزله وهل نام مبكراً أم لا وماذا أكل في إفطاره وغدائه وعشائه، وكل ذلك لن يتحقق ما لم نصل جميعا إلى قناعة بأهمية العمل الاحترافي وتبني الاحتراف كنهج مسؤولين وإداريين ومدربين ولاعبين وإعلاميين بل والمجتمع بجميع فئاته، وذلك كله بالطبع يحتاج إلى وقت طويل، ونحن هنا لا نوجه اللوم إلى احد بعينه، ولكن نؤكد بأن المسألة تحتاج إلى وقت طويل ففي أوروبا لم يترسخ الفكر الاحترافي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى إلا بعد سنين طويلة جداً، ولم يتحقق ذلك إلا بالالتزام ثم الالتزام ثم الالتزام لأنه المحور الأهم والرئيس في العملية الاحترافية. - لجنةالاحتراف تخطئ: •وهل يعد اختصار ذلك صعباً ؟ -يكفي لكي نعرف المساحة الفارغة بيننا وبين الأوروبيين في عالم الاحتراف أن نرجع إلى الصفقات التي أبرمها ناد اسباني واحد وهو ريال مدريد الذي دفع في موسم واحد 500 مليون يورو تقريبا لشراء عقد لاعبين وتجهيز الفريق للبطولات، ويكفي أن نعرف أن صفقة واحدة فقط كلفت ما يقارب 90 مليون يورو، وذلك عائد لسببين الأول مدى الاحترافية التي وصل إليها اللاعب الأوروبي من حيث الموهبة والعطاء والتعامل وهي الأمور التي لم تكن لتحدث وتتهيأ لو لم يجهز اللاعب الأوروبي منذ صغره ليتشرب الاحتراف ويتعلم أصول مهنته إن جاز التعبير. ولولا ما وصل إليه من فكر وثقافة وموهبة لما دفع فيه 90 مليون يورو مثلا، أما الأمر الثاني فهو تحول الرياضة إلى مناخ اقتصادي رائع بدليل ركض الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة نحو الرياضة، أما لدينا فيكفي أن تلقى نظرة على أكبر صفقة محلية وهل يستحق صاحبها مثل هذا المبلغ مهارة وعطاءً. سأدع المقارنة لك وللقارئ. وأيضا تابع مستوى اللاعبين الأجانب الذين تعاقدت معهم الأندية في هذا الموسم وهل ترى فيهم ما يشبع نهم الجماهير فنياً وهل أضافوا لفرقهم، وما يحز في النفس أننا وحينما نتحدث مع المسؤولين في الأندية عن ذلك الأمر يقولون هذا شأن خاص بنا ونحن أدرى بما نحتاج. •دعنا نتحدث عن لجنة الاحتراف تحديداً .. هل ترى أن ما يحدث حاليا في الوسط الرياضي يشكل ضغطاً على لجنتكم ويحد من فرص نجاحها ؟ - يجب على من يتصدى لأي عمل أن يؤمن به ويتحمل كل ما يواجهه ما دام قد اؤتمن على هذا العمل. وبصراحة يؤسفني ما يصدر من أناس نواجههم ونعمل معهم سوياً في حقل الرياضة وهؤلاء متى ما صدر قرار يتعارض مع مصالح ناد معين شنوا الحملات من قبل مسؤولي هذا النادي والمشكلة الأكبر أنهم يجدون في وسائل الإعلام من يوافقهم الميول من المتعصبين فيتبنون أفكارهم ويطرحونها في الإعلام علانية بعيداً عن المنطق والعقل والاحترافية في العمل. وأحب أن اطمئن الجميع بأننا في اللجنة لدينا الحصانة ضد النقد الهدام ونميز بينه وبين النقد البناء ونعرف لمن نقرأ وممن نستفيد لكي نطور عملنا. * بعيداً عن الانتقادات التي واجهتموها وهل هي في محلها أم فيها تجن ألا يوجد أخطاء للجنة الاحتراف؟ - أولاً يجب أن أؤكد بأنني لا أعلق على الاتهامات، وعندي حصانة _ ولله الحمد _ من هذه الحكاية ولا تشكل عليّ أي ضغط، ولا نريد أن ندخل في مجابهة مع أحد، أيضاً أريد أن أبين لك أنه لا يوجد قانون أو لائحة كامل في العالم "عدا القرآن الكريم" لذلك تجدنا نعمل ولا نلقي بالاً لهذه الأمور، إذ ليس هناك نظام خال من النقص وهذه طبيعة الدساتير البشرية، ولا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، والدليل، الاتحادين الدولي، والأوروبي في كل سنتين تقريباً يغيران لوائح الاحتراف لديهما، وآخر تغيير قام به "الفيفا" في لائحته العام الماضي، ويتبعه الآن تغيير يكاد يكون جذري من قِبل الإتحاد الدولي في اللائحة، أيضاً طريقة التعاقد مع اللاعبين فيها تغيير، والأكثر جدية ما سيكون في أكتوبر 2010 بالنسبة لتسجيل اللاعبين، وهذه ستعمل ثورة كبيرة، والأندية المنتمية في العالم والتي لا تستطيع أن تتماشى مع الأنظمة الجديدة ستخسر كثيراً، ولذلك كنا من الاتحادات التي اختيرت من قبل الإتحاد الدولي لعمل أول ورشة عمل أقيمت في العالم، وأقيمت لمدة أسبوع، وحضر فيها متخصصين وخبراء كبار، والمتلقين هم: مسؤولي الاحتراف في الأندية،والعاملين في مجال الاحتراف، ووكلاء اللاعبين، وهو برنامج تعريفي، أما البرنامج العملي فسيقام عندنا أربع ورش عمل خلال عام من الآن إلى قبل أكتوبر القادم بحوالي شهر وبإشراف مباشر من الإتحاد الدولي وبوجود خبراء ومتخصصين، وسوف تكون البداية في جدة ثم تنتقل إلى الشرقية ثم إلى القصيم وأخيراً في الرياض وفي عام 2011م ستكون أبها من ضمن المناطق التي ستقام فيها ورش العمل بمعدل أربع منتديات كل سنة لمدة أربع سنوات مضت سنة وبقي ثلاث سنوات وهذا يعد تثقيفاً يأتي من قبل الإتحاد الدولي. -اتهامات • ماذا عن الاتهامات العديدة التي تطال اللجنة مثل قلة اجتماعاتها وتأخر البت في القرارات ؟ - اللجنة فيها خبرات متميزة، كل واحد له تجربة خاصة ،مثلاً عندنا الأخ أحمد عيد عاصر كرة القدم من لاعب إلى إداري إلى مدير منتخبات وهو رجل صاحب تجربة وفكر وهو الآن يحضر الدكتوراه، ونتمنى له التوفيق، والدكتور ماجد قاروب رجل قانوني متخرج من أرقى الجامعات الأمريكية، ومن أسرة رياضية وهو محامٍ متخصص في القانون، وأي محام عنده اهتمام بالرياضة تجد أن من السهل عليه جداً، أن يفهم في قانون الرياضة، والأستاذ علي بادغيش رئيس ناد سابق حقق نادي القادسية في عهده نتائج متميزة، وكان عضواً للجنة الفنية في الاتحاد الآسيوي وعضو اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي، خبرة حوالي ثلاثين سنة باختصار يمتلك تجربة ناجحة، والأخ محمد السراح رئيس ناد وصاحب تجربة كبيرة ويستفاد من تجاربه الميدانية الحالية، و فيصل العبدالهادي أمين عام الاتحاد، ومدير عام المنتخب لسنوات عدة ورياضي في الأساس، وصاحب خبرات رياضية وإدارية، وأعضاء اللجنة كلهم أصحاب خبرة ورياضيون بالأساس وليس هناك مجاملة لأحد وليس فيهم غير متخصص، وبخصوص قلة اجتماع اللجنة فهذا غير صحيح، ونحن نجتمع كل شهر، ومرت فترات على بعض اللجان تجلس بالسنة والسنتين لا تجتمع !! والمشكلة أن البعض يطالب بالمستحيل مثل أن تصل القضية اليوم للجنة اليوم ويطالب بالبت فيها لجنة الاحتراف فورا بغض النظر عن حيثيات القضية وأطرافها ونوعها وهذا ليس صحياً، ولا يقبل هذا الكلام أبداً، لأن العمل بتلك الطريقة يصبح ارتجالياً، ولكي تجمع معلومات كاملة عن قضية من القضايا لابد أن تتريث وتتأكد من المعلومات، وفي كثير من الأحيان تأتيك قضايا لا تحتاج إلى يوم أو يومين، لأن الأدلة واضحة فيها فيبت في أمرها، وهناك قضايا تحتاج إلى بحث متشعب، يا عزيزي الاتحاد الدولي في قضية أو قضيتين فقط أطرافها أندية سعودية أخذ في القضية الأولى ستة أشهر، والقضية الثانية مازالت موضع بحث فلا تستطيع أن تتعجل؛ لأنك هنا تمثل محكمة. •ولماذا لا تكون اللائحة متماشية مع لائحة الاتحاد الدولي حرفياً ؟ - أريد أحداً أن يأتيني ويقول لي إن المادة الفلانية غير موجودة في الاتحاد الدولي وأنتم وضعتوها أو مادة في الاتحاد الدولي غير موجودة عندنا لم يأت أحد ويقول لي هذا موجود، ومن بين العشرين مادة أو الخمسة والعشرين مادة توجد ثماني مواد ملزمة بحيث لا تستطيع أن تغير في نص كلمة منها، ومواد متروكة للاتحاد المحلي وهذا شيء طبيعي لظروف بعض البلدان أقصد الظروف الاجتماعية فيمكن مراعاة مادة لتتماشى مع الظروف الراهنة. -تفاصيل مشكلة الدوخي •وهل كان ملف أحمد الدوخي بالفعل ناقصاً؟ -نعم وهو إلى وقتنا الحالي يعد ناقصاً، وحين شكلنا لجنة متفرعة من لجنة الاحتراف واجتمعت مع اللاعب ووكيله أبدى وكيل اللاعب أسفه لوجود ورقة مهمة ناقصة في ملف اللاعب ووعد بأنها ستكون موجودة بعد ثلاثة أيام من ذلك الاجتماع. •وما هي تلك الورقة الناقصة وهل حلت مشكلتها؟ -الورقة المقصودة هي المخالصة المالية من النادي البلجيكي والتي لا يمكن أن يسمح للاعب بالانتقال من دونها، وللأسف لم يحضرها وكيل اللاعب حتى الآن رغم مضي أكثر من شهر على وعده بإحضارها، وبالمناسبة هي فرصة للتذكر بأن فترة الانتقالات الثانية تبقى عليها أقل شهر إذ ستبدأ تحديدا في يوم 4 يناير، وإذا لم تصل المخالصة المالية قبل ذلك الموعد أو أثناء سريان فترة التسجيل فسيستمر الوضع على ما هو عليه الآن. •وهل وكيل اللاعب مضطر لجلب المخالصة المالية من النادي البلجيكي أم يكفيه الحصول عليها من الاتحاد البلجيكي لكرة القدم ؟ -لو لم يستطع وكيل اللاعب الحصول على المخالصة من النادي البلجيكي واستطاع جلبها من الاتحاد البلجيكي فسنقبل العمل بها ولن نمانع ونعقد المسألة، لأن هدفنا أن تكتمل الأمور وتكون نظامية وواضحة أمام اللجنة. إذا دخل الاحتراف من الباب فاطردوا العاطفة من أقرب نافذة •هناك من يعلق تأخر رواتب اللاعبين في الأندية إلى قصور في نظام الاحتراف، ما رأيك بمثل هذا القول؟ -أتمنى أن لا يرمى كل شيء على لجنة الاحتراف، فهذه أمور مالية والشئون المالية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب تعمل بكل جهد ممكن لإقناع جهات أخرى بأن تصرف المبالغ مع بداية كل موسم رياضي، فإذا كان النظام المالي المتعارف عليه رسمياً يقوم على أن تصرف المبالغ على فترات معينة من السنة ونحن في الرئاسة العامة لرعاية الشباب جهة حكومية ونعمل بالنظام الذي تعمل به جميع الجهات الحكومية ومن الصعب أن تستثني الرئاسة فقط لتستلم مع بداية السنة. •في رأيك ما هو السبب في التمييز بين اللاعبين إذ يأخذ بعض اللاعبين أكثر مما يستحقون وبعض الإداريين يتعاقدون مع لاعبين وفق أمزجتهم وبطريقة أشبه ما تكون بالعشوائية؟ -هناك مقولة أقنعتني ودائما ما أرددها على زملائي في الأندية وهي أن العاطفة متى دخلت في العمل تأكد أن عملك غير احترافي، وبأن الاحتراف متى دخل إلى النادي من الباب فيجب أن تطرد العاطفة من أقرب نافذة. إذا دخل الاحتراف من الباب فاطردوا العاطفة من أقرب نافذة • هناك من يعلق تأخر رواتب اللاعبين في الأندية إلى قصور في نظام الاحتراف، ما رأيك بمثل هذا القول؟ -أتمنى أن لا يرمى كل شيء على لجنة الاحتراف، فهذه أمور مالية والشئون المالية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب تعمل بكل جهد ممكن لإقناع جهات أخرى بأن تصرف المبالغ مع بداية كل موسم رياضي، فإذا كان النظام المالي المتعارف عليه رسمياً يقوم على أن تصرف المبالغ على فترات معينة من السنة ونحن في الرئاسة العامة لرعاية الشباب جهة حكومية ونعمل بالنظام الذي تعمل به جميع الجهات الحكومية ومن الصعب أن تستثني الرئاسة فقط لتستلم مع بداية السنة. • في رأيك ما هو السبب في التمييز بين اللاعبين إذ يأخذ بعض اللاعبين أكثر مما يستحقون وبعض الإداريين يتعاقدون مع لاعبين وفق أمزجتهم وبطريقة أشبه ما تكون بالعشوائية؟ -هناك مقولة أقنعتني ودائما ما أرددها على زملائي في الأندية وهي أن العاطفة متى دخلت في العمل تأكد أن عملك غير احترافي، وبأن الاحتراف متى دخل إلى النادي من الباب فيجب أن تطرد العاطفة من أقرب نافذة.