أعلن الشيخ محمد حسين مفتي القدس أمس النفير العامّ داعياً جماهير الشعب الفلسطيني إلى الزحف نحو الحرم القدسي الشريف لحمايته من المؤامرات الصهيونية. وناشد الشيخ محمد حسين الذي يتواجد في المسجد الأقصى مع المرابطين أبناء الشعب الفلسطيني المشاركة في النفير العام كل يوم للتصدي للمؤامرات الإسرائيلية لاستهداف الأقصى ونقل صورة ما يحدث إلى العالم. وكانت قوات الاحتلال اعتدت أمس بوحشية على جموع المحتشدين في الاقصى ومحيطه من أبناء مناطق فلسطينالمحتلة العام 1948، ضمن "يوم النفير" الذي دعت اليه في وقت سابق لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، فيما اضطرت سلطات الاحتلال لوقف اقتحامات المستوطنين للمسجد خشية تفجر الاوضاع. وذكرت مصادر الاوقاف الاسلامية ومؤسسة الاقصى للوقف والتراث وشهود عيان ان المئات من ابناء الداخل المحتل العام 1948 يتقدمهم عدد من القيادات واعضاء الكنيست العرب من مختلف الاحزاب وقيادات الحركة الاسلامية، اعتصموا منذ الصباح عند باب الاسباط وقرب اسوار المسجد احتجاجاً على استباحة المسجد من قبل عصابات المستوطنين وبحماية قوات الاحتلال، والامعان في القيود المفروضة على دخول الفلسطينيين. وبادرت عناصر الاحتلال الى مهاجمة المرابطين واعتدوا بوحشية عليهم بالهراوات وقنابل الصوت والغاز والمياه العادمة في محاولة لابعادهم بالقوة، ما أدى الى إصابة اكثر من عشرين واعتقال سبعة آخرين، وفقا لمعطيات مؤسسة الاقصى. في غضون ذلك، تمكنت مجموعات من اقتحام الحواجز التي اقامتها قوات الاحتلال قرب باب الاسباط والدخول الى المسجد الاقصى، وعلى الفور انطلقوا ومعهم المرابطون داخل المسجد في مسيرة حاشدة باتجاه باب الاسباط من الداخل في محاولة لكسر الاقفال واتاحة المجال لدخول المعتصمين، الا ان قوات الاحتلال سارعت الى مهاجمتهم واعتدت عليهم بالرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز. واثر ذلك سادت حالة من التوتر الشديد على المسجد الاقصى والبلدة القديمة والعديد من احياء القدس، وتنادى ابناء المدينة لنصرة المعتصمين والدفاع عن المسجد، فخرجت مسيرات في العديد من المناطق لكن قوات الاحتلال سرعان ما قابلتها بالقمع الوحشي ما اوقع العديد من الاصابات في صفوفهم. وامتدت المواجهات الى مفترق حي وادي الجوز القريب من المسجد الأقصى، حيث اعتقلت شرطة الاحتلال ثلاثة شبان، وكذلك الى باب الساهرة والعامود والاسباط. وكان العديد من القيادات الدينية والسياسية من أبناء القدس والداخل ومعهم كبار السن تمكنت من دخول المسجد الاقصى في ساعات الصباح حيث اقيمت صلاة الحاجة قرب باب المغاربة من الداخل وقد تعالت اصوات المرابطين بالتكبير والتهليل ما منع استمرار جولة للمستوطنين اليهود في ساحات المسجد، حيث اقتصرت على باب المغاربة والسلسة. وكانت جماعات استيطانية وجهت دعوات لانصارها للقيام باقتحامات جماعية للمسجد لمناسبة ما يسمى "عيد العرش" اليهودي. واشارت المصادر الى ان قوات الاحتلال اضطرت الى اغلاق باب المغاربة في وجه المستوطنين عند الساعة العاشرة صباحاً. وكانت قوات الاحتلال فرضت حصاراً مشدداً على المسجد منذ أيام منعت خلالها النساء بشكل مطلق وكذلك الرجال ممن هم دون الخمسين من الدخول الى الحرم. وفي وقت سابق، هدد وزير الأمن الداخلي بإغلاق المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الدخول اليه، كما طالب نائب رئيس الكنيست المتطرف موشيه فيغلين بمنع المسلمين الذين وصفهم ب"الغوغائيين المتوحشين" من دخول الاقصى مطلقاً، وفرض "السيادة" والسيطرة المطلقة على الحرم وإتاحة الفرصة لليهود بأداء الصلوات فيه، وصعودهم الى "جبل الهيكل" المزعوم.