تصدى المرابطون من أبناء القدس وفلسطينيي 48 عشية الذكرى التاسعة لاندلاع انتفاضة الاقصى، للمتطرفين اليهود وتمكنوا صباح امس من احباط محاولتهم اقتحام المسجد، لإقامة طقوس وشعائر تلمودية، لمناسبة ما يسمى بعيد " كيبور" (الغفران). واشتعلت ساحات المسجد الاقصى ومختلف ارجاء مدينة القدس بالمواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال التي حاولت توفير الحماية للجماعات اليهودية المتطرفة، ما ادى الى اصابة نحو 15 مواطنا، واعتقال آخرين. وكان المئات من ابناء القدس والداخل احتشدوا منذ صلاة الفجر وساعات الصباح الباكر داخل المسجد الاقصى خاصة قرب باب المغاربة، استعدادا لاحباط اقتحام المسجد من قبل الجماعات اليهودية – كما هو مخطط مسبقا - وذلك في وقت عززت شرطة الاحتلال انتشارها بشكل غير مسبوق في البلدة القديمة ومختلف ارجاء المدينة، حيث اغلقت معظم بوابات المسجد. وجاء هذا الاقتحام الاستفزازي والمواجهات العنيفة عشية الذكرى السنوية التاسعة للاقتحام الذي قام به في العام 2000 أرييل شارون والذي مثل شرارة لاندلاع انتفاضة الاقصى. وذكرت مصادر دائرة الاوقاف الاسلامية ومؤسسة الاقصى لرعاية الوقف والتراث، ان مجموعة من المتطرفين اليهود حاولت اقتحام المسجد الأقصى بزي سياح اجانب، وبحماية كبيرة من شرطة الاحتلال الا ان أمرها كشف للمرابطين في المسجد، فأخذوا يكبرون وتصدوا لها بالحجارة والعصي والاحذية، وكل ما وقع في ايديهم. واثر ذلك استدعت شرطة الاحتلال تعزيزات اضافية واعتدت على المصلين بالرصاص وقنابل الصوت والغاز والهراوات، ولاحقتهم حتى داخل المصليات واصابت عددا كبيرا منهم بجراح وحالات اختناق، في وقت قامت بإخراج المتطرفين من المسجد. كما اغلقت محيط المسجد بالكامل ومنعت دخول العديد من الشخصيات الدينية والسياسية المقدسية، والجموع التي تواصل تدفقها بعد سماع التكبيرات والنداءات. وشهدت العديد من المناطق خارج المسجد الاقصى عند باب الأسباط وباب حطة وباب المجلس مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال التي اطلقت قنابل الصوت والغاز والاعيرة المعدنية بكثافة واعتدت على المواطنين بالهراوات بما في ذلك الأطفال والنساء، ما ادى الى وقوع المزيد من الاصابات وحالات الاختناق. ووفقا لمصادر في القدس فقد زادت الاصابات على 15 بينها اصابتان خطيرتان، وقد نقل العديد منهم الى مشفى المقاصد الخيرية بالقدس للعلاج. وعرف من بين المصابين : المسن محمد الجولاني أصيب بعيار معدني في العين وحالته خطيرة، والشاب رامي الفاخوري، عيار معدني في العين، وعادل السلوادي، ومهدي العباسي، وسمير أحمد العلمي. واعلنت شرطة الاحتلال ان اثنين من عناصرها اصيبا خلال المواجهات التي شهدها المسجد، فيما جرى اعتقال عدد من المواطنين على خلفية المواجهات التي اندلعت في غير مكان من القدس. كما اعتدت قوات الاحتلال على رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أثناء دخوله المسجد الاقصى المبارك من باب الأسباط، وأعاقت عمل الطواقم الطبية وإخلاء المصابين من داخل المسجد. كما منعت عددا من الشخصيات الاسلامية من الدخول الى المسجد الاقصى، ومن بينهم الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا. كما أصدرت الشرطة قرارا بمنع القيادي المقدسي حاتم عبد القادر من دخول البلدة القديمة في القدس لإشعار آخر، على خلفية دعوته المواطنين للاحتشاد في الحرم القدسي والتصدي لمحاولات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الاقصى. ونقلت مؤسسة الاقصى عن حسام أبو ليل من قيادات الحركة الإسلامية في الداخل أن المئات من المعتصمين والمرابطين حول المسجد الأقصى من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني ، منعوا من دخول المسجد الأقصى، واعتدي عليهم بالضرب ما ادى الى اصابة اربعة منهم على الاقل بجراح. من جانبه، استنكر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال صباح امس الأحد من اقتحام لباحات المسجد الأقصى وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز ضد المصلين فيه. وأكد المفتي في بيان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترعى الجماعات المتطرفة التي تعيث فساداً في الأراضي الفلسطينية، وتتحمل كافة المسؤولية عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك.