رحبت القيادة والسلطة الفلسطينية بقرار البرلمان البريطاني وتصويته بأغلبية ساحقة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح نقلته الوكالة الرسمية، اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين، خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز فرص السلام، وحث الحكومة البريطانية على سرعة الاعتراف بدولة فلسطين، لأن حلّ الدولتين هو وفق قرارات الشرعية الدولية. ورأى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين"الحدث تاريخي وتصحيح لظلم تاريخي ألحقه "وعد بلفور" سيء الذكر بالشعب الفلسطيني. وقال المالكي في بيان "هذا تصحيح الظلم التاريخي الذي انكر حقوق الشعب الفلسطيني عندما اعتبر أن فلسطين (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)" في اشارة الى الوعد المشؤوم لوزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور العام 1917 الذي تعهد فيه "اقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين". ودعا المالكي الحكومة البريطانية الى ان "تقوم فورا بالاعتراف بدولة فلسطين انعكاسا لرغبة ممثلي شعب المملكة المتحدة البريطانية". وأضاف "فلسطين تتوقع من الحكومة البريطانية أن تعترف بدولة فلسطين وان تحترم القرار وتترجمه بالاعتراف الفوري، وذلك تأكيداً على دعمها لعملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيل تعيشان بأمن وسلام". ودعا ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الحكومة البريطانية الى تبني موقف برلمانها رسميا والتصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح الاعتراف بحدود دولة فلسطين والانسحاب الإسرائيلي التام منها وفق جدول زمني محدد. وقال عبد ربه في تصريح صحافي وصل "الرياض" إن بريطانيا ملزمة أكثر من أي دولة أُخرى بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، لما تتحمله من مسؤولية تاريخية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني المتواصلة منذ وعد بلفور المشؤوم. وكان النواب البريطانيون أيدوا مساء الاثنين بغالبية ساحقة الاعتراف بدولة فلسطين في تصويت غير ملزم لن يؤثر في موقف الحكومة على هذا الصعيد. وتبنى النواب بغالبية 274 صوتاً مقابل رفض 12 المذكرة التي تدعو الحكومة البريطانية الى "الاعتراف بدولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل" كمساهمة في تأمين حل تفاوضي يكرس قيام دولتين في المنطقة. وجاء هذا التصويت بعد عشرة أيام على اعلان السويد اعترافها بفلسطين ما اثار انتقاد (اسرائيل) والولايات المتحدة على الفور. ولن يؤدي تصويت النواب على هذه المذكرة التي تقدم بها النائب العمالي غراهام موريس الى اي تغيير على الفور ولا يعدو كونه اجراء رمزيا ليست حكومة ديفيد كاميرون ملزمة التقيد به. وكان متحدث باسم رئاسة الوزراء اكد في وقت سابق ان موقف الحكومة "واضح جدا ولن يتغير" مهما كانت نتيجة عملية التصويت. واعتبر النائب المحافظ الان دنكان وزير الدولة السابق لشؤون التنمية الدولية ان "بريطانيا لديها مسؤولية تاريخية ومعنوية" بالاعتراف بدولة فلسطين، في إشارة الى الانتداب البريطاني الذي حكم فلسطين وبلاد ما بين النهرين مطلع القرن الماضي. وقال الوزير السابق على شبكة سكاي نيوز "لقد مضى وقت طويل وفلسطين محتلة وسكانها يعيشون حياة بائسة والاسرائيليون يواصلون شيئا فشيئا البناء على أراض ليست ملكا لهم. لقد آن الوقت ليعترف العالم بدولة فلسطين على غرار 134 دولة أمام الأممالمتحدة". وقال النائب موريس لفرانس برس إن الاعتراف ولو رمزيا بدولة فلسطين يمكن ان يحث "دولا أخرى من الاتحاد الأوروبي" على المضي قدما في الاتجاه نفسه. والاثنين الماضي، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية مجددا انه "سيتعين في وقت ما الاعتراف بدولة فلسطين"، مستعيدة تعبيرا استخدمه وزير الخارجية لوران فابيوس خلال الصيف. واعتبر موريس ان نتيجة ايجابية للتصويت في البرلمان البريطاني يمكن ان "تشكل ضغطا كبيرا على الحكومة الحالية والتي ستليها"، ومن المفترض ان تشهد بريطانيا انتخاب رئيس وزراء جديد في ايار/مايو 2015. وتعرضت سياسة كاميرون المنحازة لإسرائيل، لانتقادات شديدة خلال الحرب الاخيرة هذا الصيف على قطاع غزة وحشدت تظاهرات أسبوعية مؤيدة للفلسطينيين عشرات آلاف الاشخاص في لندن. وأعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس عن صدمته من هول الدمار الذي لحق بمنازل المواطنين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، داعياً إلى رفع الحصار بشكل كلي عن القطاع المنكوب. إلى ذلك، رحبت السلطة الفلسطينية أمس باعتراف مجلس العموم البريطاني بدولة فلسطين، معتبرة أنه "تصحيح للظلم التاريخي" الذي ألحقه وعد بلفور سيئ الذكر بالشعب الفلسطيني.