صدر حديثاً عن دار نون للنشر كتاب بعنوان «في النقد التكاملي - دراسةٌ نظريّة وقراءاتٌ تطبيقيّة» لمحمد علاء الدين عبد المولى. وذكر الناشر بأن هذا الكتاب يستعيد مفهوم «النقد التكاملي» كردّ على سيادة المناهج النقدية الأحادية في قراءة النص الأدبي، ويرى المؤلف أن طبيعة النص الأدبي لا يمكن لها أن تقدم نفسها لمنهج واحد بحدّ ذاته، ومن المستحيل تحقيق ذلك. إذاً من الأجدى لحرية النقد أن يمتلك الناقد نفسه كلَّ المناهج النقدية، السابقة والمعاصرة له، ليوظّفها في محاولة تشريح النص الأدبي، ولا سيما الشعر. يبدأ الكتاب بمقدمة نظرية وافية، ثم ينطلق في قراءة نماذج من الشعر، يتعامل معها حسب رؤية «النقد التكاملي». ويدرك الناقد هنا أنّ كثيرا من النقاد الأكاديميين رفضوا ويرفضون منهج النقد التكاملي، ولكنه يتوقعُ في المستقبل أن يتجه النقد كله في العالم إلى مثل هذه الفرضية، التي تتماشى مع تدفّق الكشوفات المعرفية والفكرية في العالم. وقد ورد في مقدمة الكتاب هذا المجتزأ : مع اهتمام النقد الحديث بموقع (القارئ الحقيقي للأدب) بدأت تتشكل مذاهب نقدية تعنى بأدبية القراءة، وجماليات القراءة، ونظرية الاستجابة، ونظرية الاستقبال، والقراءة التأويلية... الخ. ويبدو لنا أن هذه المفهومات التي صارت كل منها تشكل نواة لنظرية ما، يبدو أنها تتجاور ضمن عائلة واحدة بحيث تسند النظرية شقيقتها دون أن تنفيها وتحل محلها، لأن جميع هذه النظريات تعمل على الغايات نفسها تقريبا وهي محاولة ضبط استجابة وتلقي القارئ الأدبي، وتحديد مدى حريته، في التعامل مع النص الإبداعي، وما هي آليات التأويل إن وجدت. وقد تنامت الحاجة إلى هذه النظريات، خاصة بعد التطورات اللامحدودة التي انتابت مشروعاتِ الحداثة وما بعدها، بما يعني ذلك من ولادة أدوات تعبير جديدة، برؤى معقدة غير ذات نظام مسبق، مما خلق تشوّشا في نظام الكتابة الإبداعية بحد ذاتها. أما المؤلف فهو محمد علاء الدين عبد المولى: شاعر وناقد من سورية مواليد عام 1965، أصدر العديد من الكتب تنوعت بين الشعر والنقد الأدبي، وأُنجزت عن شعره العديد من الدراسات النقدية والجامعية. يعيش منذ عام 2011 في المكسيك حيث استضافته مؤسسة Casa Refugio Citlaltépetl لثلاث سنوات، وصدرت له ثلاثة كتب شعر مترجمة إلى الإسبانية كما أنه أعد أنتولوجيا للشعر السوري ترجمت إلى الإسبانية.