انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة اختلطت بسببها المفاهيم السامية للرسالة الإعلامية التي يجب إيصالها للمتلقي، وأصبحت اللغة التافهة المرفوضة حتى في المدرجات تمتلك نصيب الأسد من تلك الوسائل الإعلامية، ليس من العيب أن يميل كل منتمي إلى الوسط الرياضي للونه المفضل وأن يُسّخر كل مايملكه من الإمكانيات و الوسائل المشروعة خدمة لذلك اللون الذي يفضله فهذا أمر طبيعي لن يتمكن كائناً من كان أن يمنع حدوثه فمن غير المنطقي أن يدخل الشخص إلى المجال الرياضي إلا بسبب حبه لإحدى الفرق وهذا الدافع الرئيس وهو عُرفٌ عالمي. العيب عندما يعيش المُرسل دور المتلقي حينما يوصل رسالته وبكل تأكيد ستتأثر تلك الرسالة بحقيقة ملقيها وبدورها ستخترق المتلقي وتتمكن منه بكل مافيها من سوء ومن أخطر تداعيات انتشار الوسائل الإعلامية التي لاتُظهر سوى ذلك "المُرسل المتلقي" تكمن في كونها تساعد على تعزيز السلوكيات السيئة لدى المتلقي بل تؤصل الفكر الخاطئ على أنه الصواب القاطع عاش دور "المُرسل المتلقي" في وسطنا الرياضي اعواما طويلة وأسس عند الكثير مفاهيم مبنية على فرضيات لاصحة لها على أرض الواقع، وعندما طغى هذا الفكر وصدّر لنا أجيال من المُرسلين والمتلقيين سيطرت على عقولهم مبادئ ومفاهيم كاذبة يدافعون عنها سراً وجهراً ويبذلون الغالي والنفيس من أجل تصويرها انها الحقيقة الوحيدة. أصبحت رياضتنا تعيش معاناة مابين الملاحقة والركض خلف أكاذيب تاريخية أو محاولة إصلاح ما أفسده الدهر ومازالت تلك الأكاذيب تُروج ليلاً ونهاراً في بعض الوسائل الإعلامية تحت قيادة "مشجع برتبة إعلامي" يُوصل رسالته بكل مافيها من كذب وتزوير وادّعاءاتٍ باطلة ليُرضي ذلك المتلقي الذي أصبحت غايته البحث عن تلك الإثارة الرخيصة. فيما تجردت الوسائل الإعلامية الربحية من مهنيتها وساهمت بتأصيل كل المفاهيم السيئة والسلوكيات المرفوضة بحثاً عن المتابع الذي لايرغب سوى بتلك البضاعة الرخيصة. أخرجت تلك الوسائل الرخيصة من مدرستها فئة ألطف ما يُمكن وصفهم بأنهم "قذارة مدرج" لايُمّثل سوى قِلّة أول من يُنكرها عقلاء المدرج ذاته وأبرزتهم كإعلاميين وهم لايملكون ثقافة التشجيع فكيف لهم أن يمتلكوا أبجديات المهنية الإعلامية؟! وكانت النتيجة الكارثية بأن صوت القلة ساد كثيراً وأصبحوا يبثون سمومهم صباحاً ومساءً حتى نجحوا في التأثير على الثقافة التنافسية للرياضة ولم نعد نرى إلا "حقداً، وكرهاً، وقذفاً.." يملأ الوسط الرياضي ولم يعد للتنافس الحقيقي أي مكان. وما نُشاهده في الآونة الأخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من شتم وقذف ونعت بأبغض الألفاظ بل وصل بالبعض أن يُشبهك بالكافر لأنك تخالفه الميول أو الرأي!! ولاتُشكل هذه الظاهرة إلا أحد مُخرجات مدرسة الإثارة الإعلامية الرخيصة التي سيطرت على عقول وسلوكيات الباحثين عنها.