أعلن وزير الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه سلامة حج هذا العام 1435ه وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية. جاء ذلك في بيان استهل به فقيه المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح أمس الثلاثاء بمستشفى منى الطوارئ، وقال: "إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بتقديم أفضل الخدمات الطبية لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء نسكهم بسهولة ويسر، وفرت الدولة الإمكانات السخية، واتخذت ممثلة في وزارة الصحة حزمة من الخطوات الاحترازية والإجراءات الوقائية والاستعدادات الفنية والتقنية تأهباً لموسم الحج مما كان لها بالغ الأثر في تمتع الحجاج بموفور الصحة والعافية. وأضاف انه "استناداً إلى نتائج الاستقصاء الميداني، وبعد الاطلاع على تقارير اللجان الصحية، يطيب لي أن أعلن قرار اللجنة الصحية بسلامة حج هذا العام 1435ه - 2014م وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، وما كان لهذا الجهد أن يثمر لولا توفيق الله عز وجل، ثم دعم ولاة الأمر، والمتابعة المستمرة من لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية، وعزيمة وتفان الكوادر الطبية والفنية والإدارية المتواجدة في مناطق الحج". وأوضح فقيه أن الوزارة اتخذت خلال موسم هذا العام إجراءات تضمنت، أولاً: حشدت وزارة الصحة ما يزيد عن (24800) من الكوادر الصحية والفنية والإدارية، ضمن منظومة من الخدمات الصحية، التي شملت (25) مستشفى بسعة سريرية إجمالية تبلغ (5250) سريراً -منها (550) سرير عناية مركزة، و(550) سرير طوارئ-، و(141) مركزاً صحيّاً، و(16) مركزاً صحيّاً للطوارئ بمنطقة الجمرات، ومركزي إسعاف متقدم بالحرم المكي الشريف، و(18) نقطة طبية علي جانبي محطات قطار الحرمين. ثانياً: تطبيق الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج الوافدين من خارج المملكة بهدف التقليل من فرص وصول الحالات المصابة بأمراض وبائية، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة عبر (15) مركزاً للمراقبة الصحية موزعة بين المنافذ البرية والبحرية والجوية، حيث قامت الفرق بتقديم اللقاح والعلاج الوقائي لأكثر من (690 ألف) حاج ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال. زيادة القدرة الاستيعابية لخدمات العناية المركزة وغرف العزل الصحي 40% عن العام الماضي ثالثاًً: قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال التنسيق بين وزارة الصحة والجهات المختصة، بالتوقف عن إصدار تأشيرات الحج والعمرة، للقادمين من عدد من دول غرب أفريقيا فور تفشي وباء "أيبولا" فيها. رابعاً: قام مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، ومن خلال نظام الرصد المبكر والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه فيها، في رفع معدلات الاستجابة داخل المرافق الصحية في مواجهة حالات الطوارئ الصحية. خامساً: تكثيف عمل فرق الاستقصاء الوبائي وفرق صحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه منعاً لحدوث تسمم غذائي، وتنشيط برامج التوعية الصحية بثمان لغات، بالإضافة إلى تطبيق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى، التي تم إعدادها بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدةالأمريكية، وذلك في المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. سادساً: تحديث الأجهزة في مستشفيات المشاعر المقدسة ومكة المكرمة وزيادة القدرة الاستيعابية لخدمات العناية المركزة وتجهيز المستشفيات بغرف للعزل الصحي بزيادة نسبتها 40% عن الموسم الماضي، هذا بالإضافة إلى توفير مختبر متنقل وتحديث تجهيزات المختبرات وبنوك الدم، وتطوير الخدمات العلاجية المتمثلة في أقسام القلب وخدمات غسيل الكلى والعناية الحرجة بكافة المرافق الصحية. سابعاً: دعم فرق إسعاف الطب الميداني بالمشاعر المقدسة بأسطول من 180 سيارة من مختلف الأحجام مجهزة بأجهزة العناية المركزة يقوم عليها طواقم طبية متخصصة؛ إضافة إلى العمل بنظام متابعة السيارات عبر الأقمار الصناعية (G.P.S) لسرعة توجيه سيارات الإسعاف لخدمة الحجاج المرضى في مواقعهم. ثامناً: تطوير نظام الصحة الإلكترونية في جميع المرافق الصحية بمناطق الحج وتحديث غرفة القيادة والتحكم بمستشفى الطوارئ بمنى لمتابعة ومراقبة سير العمل على مدار الساعة بجميع المرافق الصحية، وتمكين المسؤولين من سرعة اتخاذ القرار. تاسعاً: تفعيل التعاون المشترك بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المتخصصة الأخرى وبيوت الخبرة للتحضير لهذا الموسم والخروج بحج آمن خال من الأوبئة. عاشراً: مواصلة التنسيق الوثيق والمستمر بين وزارة الصحة والقطاعات الصحية الشريكة في موسم الحج ممثلة في وزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، لتخرج منظومة خدمات الرعاية الصحية في الحج متكاملة ومنسجمة الأداء لخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك التنسيق مع باقي الجهات الشريكة ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الحج، ووزارة الثقافة والإعلام، وبقية الجهات الحكومية الأخرى لدورهم الهام في هذا المجال. وذكر وزير الصحة المكلف أن الوزارة عبر مرافقها ومنذ بداية الموسم وحتى الآن، قدمت العديد من الخدمات لما يزيد عن (472000) مراجع من حجاج بيت الله الحرام، ومنها: استقبلت المراكز الصحية أكثر من (329) ألف حاج، والعيادات الخارجية بالمستشفيات حوالي (111) ألف حاج، وراجع أقسام الطوارئ قرابة (28) ألف حاج، ووصل عدد المنومين إلى أكثر من (3700) ألف حاج. وأفاد أنه تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من (16) ألف ميداني من قبل فرق الطوارئ والطب الميداني، في حين وفرت الوزارة (19) ألف وحدة دم ومشتقاته من جميع الفصائل، مشيراً إلى إجراء (19) عملية قلب مفتوح و(330) عملية قسطرة قلبية و(988) جلسة غسيل للكلى و(55) عملية مناظير للجهاز الهضمي. وسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها ورخاءها، وأن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يردهم إلى بلادهم وهم يتمتعون بموفور الصحة والعافية، سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وعمل صالح مقبول.