وأنا واحد من هؤلاء، وأعاني كما يعانون من ريب الزمان والنسيان، وخاصة في بلدنا، أمّا العالم فقد خصص يوماً عالمياً لكبار السنّ تبتنه الأممالمتحدة، وهناك مؤشر اسمه « جلوبال ايج ووتش» يصنف مستوى الاهتمام بالمسنين في 96 دولة حول العالم، وليس للسعودية وجود في قائمته مع إنّ عدد المتقاعدين فيها يبلغ 700 ألف متقاعد، ولا أعرف عدد كبار السنّ الذين ليس لهم دخل، ويعيشون من راتب الضمان الاجتماعي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع. وقد وصفت الدكتورة فوزية أخضر وضع المسنين في بلادنا بالمزري، مشيرة إلى أنّ مراكز الإيواء ضعيفة وإمكانياتها محدودة، فضلا عن أنّ الدولة لا توفر تأميناً صحياً لكبار السنّ الذين لا تتسع مستشفيات الحكومة لهم، التي منها ما أصبح الدخول فيه يحتاج إلى واسطة، ومن أين لهم هذه الواسطة في ظلّ النسيان الذي يتغشّى حياتهم ؟ وقد كتبت العديد من المقالات أطالب فيها بأن يعالج الشيوخ الذين لا تسعهم مستشفيات الحكومة، مجاناً على حساب الدولة في المستشفيات الأهلية، وأطالب الآن لا من أجلي فأنا مستغن وقنوع بإيجاد دور إيواء للمسنين تتوفر فيها الرعاية الصحية الأولية، وتتكفل الحكومة بنفقاتها، فهل نفعل ؟