بمناسبة يوم عرفة وجه معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمةً إلى الأمة الإسلامية باسم رابطة العالم الإسلامي، هذا نصها: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على خير خلقه، وخاتم رسله، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد. فإن رابطة العالم الإسلامي في هذا اليوم المبارك، يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). تدعو المسلمين كافة إلى تعميق الأخوة والوحدة، والتضامن، والتعاون بينهم في إبراز قيم الإسلام العظيمة، وأنه رحمة للعالمين:(وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين). متذكرين ما سطرته أمتهم في ماضيها المجيد من مآثر للبشرية كلها، يوم أن كانت مهتدية بهديه، ومتأملين واقع الأمة المعاصر، وما تعانيه من تراجع وتمزق، وأن السبب الرئيس لذلك ضعف الارتباط بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاحتكام إليهما، وأن المخرج من ذلك العودة الجادة والصحيحة لهذا الدين، والاعتصام بحبل الله المتين: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون). إن رابطة العالم الإسلامي حذرت في مناسبات عديدة من خطر الطائفية البغيضة والحزبية المقيتة وأنها تزيد من فرقة الأمة، وتفجر الصراع والنزاع في مجتمعات المسلمين. رابطة العالم الإسلامي حذرت في مناسبات عديدة من خطر الطائفية وأنها سبب في تفجير الصراع والنزاع في مجتمعات المسلمين إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أعزه الله- يحذر في مختلف المناسبات من التفرق والتحزب والطائفية ويؤكد على ضرورة قيام العلماء بواجبهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة. ومن أجل ذلك عقدت الرابطة مؤتمر مكة الخامس عشر عن "الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة " لإدراكها بأن ما تعانيه الأمة اليوم من تمزق وانقسام سببه اتساع الخلل الحاصل في بيئتها الثقافية. د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي وقد أكد المؤتمر على أهمية الإصلاح الثقافي وفق قيم الإسلام الجامعة، ووسطيته وعدله، ودعت المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التعرف على حقوق الإنسان في الإسلام، ففي خطبة النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع قال:[إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ]. إن الإرهاب والتطرف يفتك بالمسلمين اليوم، وقد أصدرت الرابطة بيانات وعقدت مؤتمرات في التحذير منه، ومن كل جماعة تخلط بين الإرهاب والجهاد وتكفر المجتمع وتدعو إلى الخروج عن طاعة ولاة الأمر، وتستبيح الدماء المعصومة معلنة ولاءها الحزبي أو الطائفي بدلاً من الولاء للإسلام مما يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويفرق الأمة، ويمزق صفها، ويضعف قوتها. لقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- نداءً إلى العرب والمسلمين، والعالم أجمع لمواجهة من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب. وإن رابطة العالم الإسلامي لتهيب بعلماء الأمة ومفكريها بأن يقولوا كلمة الحق، وأن لا يخشوا فيه لومة لائم، وأن يقوموا بواجبهم نحو دينهم وأمتهم اقتداءً بالصحابة رضوان الله عليهم الذين تربوا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا حماة الإسلام، وأعز الله بهم الدين. نسأل الله في هذا الموقف العظيم أن يؤلف بين قلوب المسلمين وأن يصلح ذات بينهم، ويبعدهم عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق قادة الأمة وشعوبها إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد على الجهود العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.