دعت رابطة العالم الإسلامي في يوم عرفة، المسلمين كافة، إلى تعميق الأخوة والوحدة، والتضامن، والتعاون بينهم في إبراز قيم الإسلام العظيمة، وأنه رحمة للعالمين. ووجه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، كلمة بهذه المناسبة إلى الأمة الإسلامية باسم الرابطة، منوها بما سطرته أمتهم في ماضيها المجيد من مآثر للبشرية كلها، يوم أن كانت مهتدية بهديه، ومتأملين واقع الأمة المعاصر، وما تعانيه من تراجع وتمزق، وأن السبب الرئيس لذلك ضعف الارتباط بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، والاحتكام إليهما، وأن المخرج من ذلك العودة الجادة والصحيحة لهذا الدين، والاعتصام بحبل الله المتين. وقال "إن رابطة العالم الإسلامي حذرت في مناسبات عديدة من خطر الطائفية البغيضة والحزبية المقيتة وأنها تزيد من فرقة الأمة، وتفجر الصراع والنزاع في مجتمعات المسلمين". وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين، أعزه الله، يحذر في مختلف المناسبات، من التفرق والتحزب والطائفية ويؤكد على ضرورة قيام العلماء بواجبهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة. وأضاف من أجل ذلك عقدت الرابطة مؤتمر مكة ال15 عن "الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة" لإدراكها بأن ما تعانيه الأمة اليوم من تمزق وانقسام سببه اتساع الخلل الحاصل في بيئتها الثقافية. وأفاد بأن المؤتمر أكد على أهمية الإصلاح الثقافي وفق قيم الإسلام الجامعة، ووسطيته وعدله، ودعت المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التعرف على حقوق الإنسان في الإسلام، ففي خطبة النبي -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع قال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام". وتطرق إلى أن الإرهاب والتطرف يفتك بالمسلمين اليوم، وقد أصدرت الرابطة بيانات وعقدت مؤتمرات في التحذير منه، ومن كل جماعة تخلط بين الإرهاب والجهاد وتكفر المجتمع وتدعو إلى الخروج عن طاعة ولاة الأمر، وتستبيح الدماء المعصومة معلنة ولاءها الحزبي أو الطائفي بدلاً من الولاء للإسلام مما يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويفرق الأمة، ويمزق صفها، ويضعف قوتها. وأضاف لقد وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز نداء إلى العرب والمسلمين، والعالم أجمع لمواجهة من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب. وأوضح أن رابطة العالم الإسلامي لتهيب بعلماء الأمة ومفكريها بأن يقولوا كلمة الحق، وأن لا يخشوا فيه لومة لائم، وأن يقوموا بواجبهم نحو دينهم وأمتهم اقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم الذين تربوا على هدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكانوا حماة الإسلام، وأعزَّ الله بهم الدين.