هذه الأيام من أشد الأيام قداسة وروحانية كونها مشاعر إيمانية تتجلى فيها روح التسامح والتقرب إلى الله العلي القدير للتعبد في الركن الخامس من أركان الإسلام. ومع هذه الأيام الإيمانية الجميلة يأتي الناس تقربا الى الله بكل الطاعات المشروعة والمحببة الى الله ان يتبعها بنو الاسلام كل حسب استطاعته. فمنهم من يؤدي مناسك الحج كفريضة لمن استطاع اليه سبيلا، ومنهم من يصوم ايام العشر مقرونا بيوم عرفة الحج الاكبر، ومنهم من يجزل في الصدقات ويحجّ عن اقاربه من خلال اناس متطوعين، ولأميز بين الناس، تسابقهم في نحر الاضاحي كسنة من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. المشكلة هنا ان اغلبية الناس يتسابقون على الاضحية وهي بمبلغ لا يقل عن (1500) ريال وهي سنة لا فرض هي للأحياء قبل الاموات. ولو ان احد اولئك المضحين طُلب منه تبرع لإنشاء برادة ماء سبيلا لقال انه لا يستطيع، ولو قيل له اعطني هذا المبلغ افرّج هم اطفال واسرة لشراء كسوة العيد تفرحّهم بين نظرائهم لتعذر عليه هذا الامر، انها الانانية التي تصيب الكثيرين منا وان غضبوا؟ هل يعلم المضحي ان الله غني عن اضحيته، ولكنها قربان الى الله بديلا عن ابن ابراهيم عليه السلام حينما رآه في المنام انه يذكي به. اولئك المتسابقون على نحر الاضحية وهم واقعون في الآثام شبه يومي اما (بالنميمة او الحسد وقطع الرزق او التباغض وقطع الرحم وايذاء الناس) ليتباهى بعف لحيته في عشر ذي الحجة ليبين للناس انه سينحر الاضحية ويتقرب الى الله العلي القدير فكان الاولى ان يبعد نفسه عن تلك الآثام الواجب البعد عنها والوقوع المتكرر بها (الذين يراؤون ويمنعون الماعون) هذا السلوك من بعض من يتراءون بالمظاهر العامة وهم قد عرفوا بين ابناء جلدتهم وخلطائهم انهم واقعون في آثام عظيمة حتى ان كثيرا منهم متخاصمون مع اخوة واخوات اشقاء واعمام واخوال لسنوات طوال ومنهم من يؤذي اقاربه واصدقاءه بل وجيرانه بكل اصناف الايذاء، ناهيك عن ان المتباهين بالأضحية (باخلون) على اولادهم وزوجاتهم بل ووالديهم؟ في التهادي والانفاق، وما يبعث السرور، هذا اثم كبير يقع فيه كثير من الناس، ومما يؤسفنا اننا لا نتواعظ حياء من بعضنا وخجلا. عيد الاضحى المبارك شعور اخلاقي بتوحيد الكلمة والصف تحت شعار الله اكبر. الله اكبر ولله الحمد، بلباس واحد وفي ايام معلومات، ليت اولئك الذين نتأذى منهم حتى في الكذب والمراوغة والتدليس وهم تجاوزوا (الخمسين والستين) عاما في قطع الرزق عن الاخرين وحسدهم وتزلفهم ولم تتغير حالهم، وكأنهم في برج عاجي لوحدهم، لا بد ان نذكر هؤلاء بفداحة خطأهم وعمق سلوكهم لان الله لا يضيع حق المؤذى ولو بعد حين، فانتبه يامن رأيت في نفسك منسكا تؤديه وعليك آثام كثيرة، عدلها ثم ضحي ما شئت لعل الله ان يتقبل منا ومنكم .. كل عام وأنتم بخير تقبل الله من حجاج بيت الله الحرام حجهم سالمين غانمين .. دمت وطني خادماً لحجاج بيت الله وضيوفه..