شنت الولاياتالمتحدة ليل الجمعة السبت سلسلة ضربات جوية جديدة في سورية على معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية" في اطار حملة التحالف الدولي ضد الإرهابيين الذي انضمت اليه ثلاث دول أوروبية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان "عمليات جوية جديدة تجري في سورية"، بدون ان يذكر تفاصيل عن عدد الغارات أو المواقع التي استهدفت او مشاركة دول أخرى. وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان هذه العمليات في سورية باتت "شبه متواصلة". وانضمت بريطانيا والدنمارك وبلجيكا الى التحالف لشن ضربات جوية في العراق ولكن ليس في سورية. ووجّه طيران التحالف للمرة الاولى أمس ضربات لمواقع «داعش» في محافظة حمص (وسط سورية). وأوضح ان «طائرات التحالف العربي الدولي قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي» بعيداً عن خط الجبهة حيث تنتشر القوات السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد. وقال المرصد السوري ان ضربات جوية استهدفت مواقع للتنظيم كذلك في مدينة منبج بمحافظة حلب (شمال) وفي الرقة معقل الإرهابيين شرق سورية. كما ضربت قوات التحالف معسكرات لتدريب المسلحين وقواعدهم في محافظة الرقة المجاورة شرقاً، التي تعد معقل تنظيم «الدولة الاسلامية». وقال المرصد انه: «سمع دوي 31 انفجاراً على الاقل في الرقة ومحيطها». واضاف أن الضربات طالت ايضا مدينة الطبقة التي يسيطر عليها المسلحون وتبعد نحو 50 كلم شرق الرقة وأن عدداً غير محدد من المسلحين قتل في الضربات الاخيرة. وقال ناشطون ضد التنظيم الإرهابي في هذه المحافظة ان: «صفارات سيارات الاسعاف تسمع في الرقة بينما يشعر السكان بالهلع بسبب كثافة ضربات التحالف». وقبل الغارات التي جرت ليل الجمعة السبت، استهدفت مقاتلات أميركية وعربية الجمعة لليوم الثالث على التوالي منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي في سورية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعتمد على شبكة واسعة من المتعاونين والناشطين ان التحالف شن غارات جديدة مساء الخميس ويوم الجمعة على منشآت نفطية في محافظة دير الزور في شرق سورية قرب الحدود مع العراق. كما استهدفت غارات الجمعة مقراً لعمليات الدولة الاسلامية المزعومة في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية بالاضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة. واكد البنتاغون تنفيذ ضربات في سورية دمرت دبابات للمتطرفين في دير الزور وضربات في العراق في محافظة كركوك والى الغرب من بغداد. وقصفت طائرات اميركية وسعودية واماراتية مساء الاربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في شرق سورية التي تشهد حربا اهلية منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وللمرة الاولى تستهدف قوات التحالف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الإرهابيين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة. وتقدر هذه العائدات بما بين مليون وثلاثة ملايين دولار يوميا. واسفرت الضربات الجوية التي بدأت في سورية الثلاثاء عن مقتل 141 مسلحا بينهم 129 اجنبيا. سياسيا، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة ان الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف لا تساهم في بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم. وقال كيري في مقال لصحيفة "بوسطن غلوب": "في هذه الحملة لا يتعلق الأمر بمساعدة الرئيس السوري بشار الاسد". واكد دبلوماسيون اميركيون ان ادارتهم اختارت "طريقاً بديلاً" بين التنظيم المتطرف والنظام السوري من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين "معتدلين" يقاتلون الطرفين. وقال كيري ان هذه الجهود "ستساعد في ايجاد الشروط التي يمكن ان تؤدي الى تسوية تفاوضية تنهي النزاع". ويأتي مقال كيري بينما صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لصحيفة "نيويورك تايمز" ان واشنطن أكدت له ان الضربات في سورية لن تستهدف نظام دمشق. وقال عبادي كما نقلت عنه الصحيفة "اجرينا حديثا طويلا مع اصدقائنا الاميركيين واكدوا ان هدفهم في سورية ليس زعزعة استقرار سورية" بل "تقليص قدرات" تنظيم الدولة الاسلامية. من جهته، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان الحرب ضد الإرهابيين يجب ان تجري ضمن اطار قانوني دولي "وبالتعاون مع السلطات السورية". وقال لافروف للصحافيين في الأممالمتحدة "نعتقد ان اي تحرك واسع يشمل استخدام القوة ضد تهديدات ارهابية يجب ان يجري بما يتوافق مع القانون الدولي". وقال الوزير الروسي انه "من المهم جدا اقامة هذا التعاون مع السلطات السورية وان كان ذلك حاليا امرا واقعا"، مؤكداً ان "استبعاد السلطات السورية من المعركة الجارية (...) لا يتعارض مع القانون الدولي فحسب بل يقوض فاعلية" الحملة. واوضح مسؤول في الخارجية الاميركية انه تم التطرق الى هذا الموضوع "بعمق" في الاممالمتحدة خلال مشاورات بين لافروف وكيري. لاجئون سوريون كرد يحاولون نزع السياج الحدودي التركي قرب مدينة سوروك الجمعة الماضي، فراراً من إرهاب «داعش» (أ.ب)