تتتبع الباحثة والناقدة الدكتورة سعاد المانع بكل دقة وحرص حركة النقد النسوي في تراثنا الأدبي وتخص في هذا الشأن الرؤى النقدية للسيدة سكينة بنت الحسين في عدد من النصوص الشعرية لجرير وكثير ونصيب والأحوص والفرزدق والتي التقطتها من كتب التراث النقدي فتتحاور معها وتتداخل وتقارن بين الروايات وتفاضل بين الشعراء بحس نقدي مرهف. تذكر الناقدة المانع في مطلع مقدمتها أن الموضوع الأساسي الذي يتناوله نقد سكينة بنت الحسين هو جانب كبير من الشعر العربي القديم لشعراء معاصرين لها، ويمكن القول انها تتناول في نقدها الشعر الغزلي بوجه خاص. والسؤال الذي يثيره الكتاب: أما كان لسكينة اهتمام بنقد الشعر خارج نطاق شعر الغزل أم أنه كان لها نقد أدبي في نواح أخرى لكن الرواة لم يحفظوه لنا؟ تَهَدَتْ المؤلفة في هذه الدراسة إلى جملة النصوص النقدية المنسوبة إلى سكينة في أنماط ثلاثة، كما تناولت في المنظور النقدي معاملة المحبوبة في الشعر الغزلي وصفة المحبوبة في شعر الغزل ومدى إخلاصه وكذلك علاقة الإبداع الشعري بتجربة الشاعر وأيضاً المفاضلة بين الشاعرين، إضافة انها تحدث عن المزج بين موقف الشاعر في الواقع وفي الشعر، وفي باب المقارنة قارنت الباحثة نصوصا نقدية مشابهة تنسب إلى غير سكينة، كما تساءلت عن مدى وجود سمة مميزة للنقد المنسوب إلى سكنية أو إلى نساء غيرها إلى جانب ما كتبته عن صوت المرأة في الشعر والنقد القديم.