نحمد الله سبحانه وتعالى الذي منّ على هذا الوطن في أهم حقب نمائه وتطوره برجل حمل مواصفات القيادة الرشيدة والمدركة لما يدور حولها، ولأهمية هذا الوطن ولأجل ذلك بذل الغالي والنفيس لخدمته والأخذ بيده ومواطنية إلى بر الأمان عندما كانت الخطوب عاتية وأمواج التغيير تتلاطم ويعيش الناس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار أدت إلى عدم توفر الأمن، وعاضده وساندة في ذلك مواطنوه كل حسب دورة وحدود مسؤوليته التي رسمها له القائد، لقد منّ الله سبحانه على وطننا الغالي ومواطنيه بأن سخر لهم قيادات حكيمة نقشت بصمات إنجازاتها على مر تاريخه وأبلغها وأكثرها أهمية وتأثيرا في هذه المسيرة ما يعتبر قمة الإنجاز توحيد هذا الوطن الشامخ من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه على يد الباني المؤسس غفر الله له الملك القائد المحنك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه - الذي أرسى دعائم البناء والتطوير وحدد ثوابت وقواعد إدارته وأكد على الالتزام بها وعدم الحياد عنها وعن منطلقاتها ومن أهمها أن يكون الحكم على هدي كتاب الله وسنة رسوله وأن يكون دستور الحكم هو كتاب الله سبحانه وتعالى وقد أوضح في إحدى خطبه الشهيرة -غفر الله له - قوله ما معناه ان الله رزقنا بجامعة توحد ولا تفرق هي أكبر جامعة الا وهي كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله والاعتصام بحبل الله والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، يمر علينا في كل عام ذكرى نسترجع فيها قصص نجاح وقصص إنجاز متعددة ماثلة أمام العيان لا يستطيع منصف تجاهلها أو التقليل من أهميتها، أما الحاقد ومن في نفسه هوى فإنه لا يعني العاقل في شيء ولا ينظر لما يهذي به من تفاهات، ان لهذا الوطن في كل حقبة قصة نجاح وله العديد من المنجزات، وتوالى على قيادته بعد رحيل القائد المؤسس أبناؤه الذين نهلوا من معين والدهم واستلهموا معظم صفاتهم القيادية والإنسانية من شخصيته الفذة، وتعلموا منه الكثير من الحكمة والحنكة مما ساعدهم على استمرار قيادة الوطن والمحافظة على المكتسبات والاستمرار في تطوره ونماه، وتوالى على قيادة الوطن بعد رحيل مؤسسه أبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ففي عهودهم استكملوا مسيرة التطوير التي شرع في تنفيذها والدهم رحمه الله وأعانهم الله ووفقهم للسير بوطننا المملكة العربية السعودية إلى مراتب متقدمة بين البلدان وحققوا خلال قيادتهم العديد من الانجازات التي تم تخطيطها وتنفيذها وفقا لأحدث ما وصل إليه العالم في علم الإدارة والتطور التقني وتحقق خلالها العديد من النقلات الكمية والنوعية في مجالات المشاريع والاقتصاد والتعليم والصحة والخدمات، وها نحن في عهد القائد الباني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله بنصره - عهد التطور والتطوير المتوازن، عهد الوسطية والاعتدال، عهد النماء والرخاء، عهد الاعتناء بابن الوطن كإنسان والعناية بالإنسانية، عهد تأصيل ثقافة الحوار، العهد الذي نلمس ونحس فيه النقلة الكبرى التي روعي فيها التوزان بين تحقيق المنجزات والاستفادة من أحدث ما توصل له العالم المتقدم في مجالات التنمية وبين المحافظة على المكتسبات والثوابت التي أسس عليها هذا الوطن، العهد الذي أصبحت المملكة تعد خلاله في مصاف الدول المتقدمة وتنضم لعضوية العديد من الهيئات واللجان والمجموعات العالمية المتقدمة التي تقود العالم، عهد خادم الحرمين الشريفين الذي يحقق وطننا فيه العديد من الانجازات ويخطو بشكل متوازن الخطوات التطويرية على المستويين المحلي والعالمي، فعلى المستوى المحلي نشاهد العديد من البرامج الرامية لتطوير مستوى تقديم الخدمات للمواطنين ويحقق الراحة والرفاهية لكل مواطن ومقيم على ارض هذا الوطن، وهذه البرامج تأتي ضمن خطط تطويرية هدفها العام رفع مستوى الاداء وتسعى لتحقيق مستوى عادل من الرفاهية والتطوير له. ونحن نسترجع في هذه الذكرى الرابعة والثمانين نسترجع معها تاريخ وطن مجيد وسيرة تطور ونماء نجد من خلالها أنه لزاما علينا وعرفانا بما نحن فيه من نعمة وأمن واستقرار ان نحمد المولى جل وعلا ونشكره وأن نتحمل مسؤوليتنا كمواطنين نستشعر فضل هذا الوطن علينا وعلى ابائنا وابنائنا ونبادله الحب بحب عملي بأن نكون أداة فاعلة وايجابية في مشوار البناء والمحافظة على المكتسبات وان نسعى للعمل على الاستغلال الامثل للموارد والخدمات التي يتيحها لنا الله سبحانه ثم قادتنا وولاة أمرنا والمحافظة عليها والعمل على أن نكون نموذجا للمواطن الفاعل ايجابي العطاء يمثل وطنه خير تمثيل، فوطن بهذا العطاء يحتاج منا أن نقابله برد الجميل وان نؤصل حبنا له ولقادته وأن نكون لهم المعين والعضد المتين في مواجهة الحاقدين والمغرضين والوقوف في وجه الأعداء الذين هم به متربصون،والساعون منهم في السر ومن منهم يسعى في العلن الذين لا هدف لهم سوى عدم تمتع الوطن ومواطنيه بما حباهم الله به من نعم على مستوى القيادة والموارد، ان حمد الله ثم الالتفاف حول القيادة وتعزيز التلاحم الوطني هو السبيل لمواجهة كيد الكائدين وحقد الحاقدين. ودام عزك يا وطن حفظ الله لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأيده الله بنصره وتوفيقه وحفظ لنا سمو ولي العهد الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وحفظ الله وطننا وأدام عزه إنه نعم المولى ونعم النصير. *وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون القروية