بعد غياب طويل عاد "هلال آسيا" من جديد يسير بخطى ثابتة نحو إعادة مجدٍ افتقده منذ وقت بعيد، عانى وعانت جماهيره كثيراً ولم يعد بإمكانهم ان يتجرعوا مرارة الصبر من جديد، فرسم الجمهور الهلالي في مدرجات فريقهم أروع وأبهر اللوحات الفنية التي أشاد بها كل قاص وبعيد، ورد لاعبو الفريق الجميل لتلك الجماهير وأبوا خروجهم من أرضية الملعب الا سعداء مبتهجين واثقين من اقتراب معانقة المجد الآسيوي من جديد. من ينظر إلى حال الفريق الأرزق طيلة اعوام ابتعاده عن عرشه الآسيوي يدرك تماماً أسباب معاناته سابقاً، كل ذلك جزء من الماضي الذي لن يمحوه في ذاكرة أي هلالي إلا تحقيق اللقب الآسيوي الغالي، وماهي إلا أيام قليلة تفصل بين ممثل الوطن والوصول إلى النهائي الآسيوي الذي غاب عنه فترة من الزمن، فبعد أن نجح بامتياز في قطع نصف المشوار نحو الوصول إلى النهائي باجتيازه مواجهة العين الإماراتي بثلاثية الثنائي نيفيز والشمراني تبقت له المهمة في مواجهة الإياب التي ستحتضنها الإمارات، والمطلوب فقط من "ريجي" ولاعبي الهلال المحافظة على نظافة الشباك وهو أمر ليس بالصعب على فريق استطاع انهاء سبع مباريات متتالية "آسيوياً" بشباك نظيفة، بل الصعب والأقرب للمستحيل أن نفترض نجاح العين بتسجيل اربعة أهداف والمحافظة على نظافة الشباك، وتبقى ذكرى الإياب أمام الغرافة في قطر عام 2010 هي الهاجس الأكبر الذي يؤرق مضاجع عشاق الهلال، حينها فاز فريقهم بثلاثية من دون رد ذهاباً الا أن مرماه أُمطر أهدافاً إياباً، والمتأمل لأوضاع "هلال 2010" و"هلال 2014" يعي أن الفارق كبير جداً، ولا مجال أبداً للمقارنة بينهما، ف"هلال 2010" كان هجومياً ويستقبل الأهداف وهي ثقافة الانتصار في المباريات، أما "هلال 2014" يقدم نظافة الشباك على تسجيل الأهداف وهي ثقافة البطولات، من هذا المنطلق يجب ألا يقلق عشاق الأزرق ويتركوا هاجس اياب قطر المؤرق الذي أصبح مجرد تاريخ على ورق، ولاننسى الدور الإداري المهم في تهيئة اللاعبين نفسياً لمواجهة الإياب فالسهل نسبياً سيصبح الصعب والأقرب للمستحيل إذا لم يتم زرع الثقة الإيجابية في لاعبي الفريق، فالفرق بسيط بين الثقة والغرور وبين الحذر والخوف، إن دخل الهلال واثقاً حذراً سيقهر كل مستحيل وإن دخل متخوفاً أو مغروراً حينها فربما يحدث ما يتمناه عشاقه لاقدر الله. ختاماً: إلى الجمهور الهلالي، "هلال آسيا 2014" بدأ المشوار بقيادة سامي، وهاهو يكمل مشواره بخطى ثابتة تحت قيادة "ريجي"، لاتلتفتوا للأسامي فهذا فريقكم لافريق ريجي او سامي.